الجزائر - سميرة عوام
أكَّد الإعلامي الجزائري، نبيل بوحودة، في حديث خاص إلى "مصر اليوم"، أن "معاناة الصحافي الجزائري، اختصرها في مونولوغ مميز تحت عنوان كاتب المقال، أعده وجسَّده على المسرح لتقريب الصورة للعالم، وفيه يتطرق الكاتب إلى مختلف العراقيل، والمساومة وتصفية الحسابات التي يتعرض لها الصحافي، من طرف المسؤولين، وهي العوامل التي تُحوِّل ورقة الصحافة في الجزائر إلى مهزلة حقيقية".
وأوضح بوحودة، أن "الصحافة هي مهنة شاقة وشيِّقة في آنٍ واحد، ولا تزال تفرض عليها الكثير من القيود والخطوط الحمراء، حيث إننا لم نبلغ بعد المستوى المطلوب من حرية التعبير واستقلالية الإعلام ككل، سواء ما تعلق بالقوانين والتشريعات أو الضغوطات المهنية، التي يتعرض لها الصحافي داخل مؤسسته الإعلامية".
وعن دخوله إلى عالم الصحافة، قال الإعلامي نبيل بوحودة، أن "ذلك لم يكن صدفة، وإنما هي حكاية عشق ربطته مع تلك المهنة منذ الطفولة، ورغم أنه حاصل على شهادة الليسانس في العلوم الاقتصادية، إلا أن شغفه بالإعلام صنع منه صحافي مميز، حيث كان أول عمل صحافي قدمه وقتها ملف الدخول المدرسي في منطقة بومرداس في العام 2003، غداة الزلزال المدمر الذي ضرب الجزائر، في أيار/مايو من العام ذاته"
وتحدَّث الصحافي نبيل بوحودة، عن "تجربته بشأن الكتابة المسرحية والتمثيل، والذي يعتبره امتداد لمهنة المتاعب، فإنه يطبق قاعدة، كل صحافي فنان وكل فنان صحافي، على اعتبار أن كلا المهنتين تؤديان الرسالة النبيلة ذاتها، وتتطلبان درجة فنية عالية لنقل الوقائع بكل صدق وأمانة، ولعل أهم ما دفعه لاعتناق الفن الرابع، هي الضغوطات التي تعرضت لها طول مشواري المهني في مهنة المتاعب، كما أنه يجد راحته وحرية أكبر في المسرح للتعبير بكل حرية ومن دون قيود، خصوصًا بعد التشجيع والدعم المعنوي الذي حظي به من زملاء المهنة".
وأضاف بوحودة ، أن "احتكاكه برؤساء التحرير طوال مشواره المهني جعله يكتشف أسرار وخبايا تلك المهنة التي لا يعلمها عامة الناس، بما في ذلك الصحافيين المبتدئين، من تجاوزات وانتهاكات لحقوق ممارسي المهنة، ولاسيما أن الصحافي يعتبر من بين الفئات الأكثر تعرضًا للضغوطات، وفي غالب الأحيان يكون الصحافي غير محمي خصوصًا من الناحية القانونية، على اعتبار أن هناك بعض الجرائد تقوم بتوظيف مراسلين أو صحافيين دون أي سند قانوني".
وعن تلك الوضعية الصعبة للمراسل والصحافي الجزائري، أكَّد نبيل، على "سوء حال الصحافة اليوم، والانتهاكات التي تتعرض لها، على يد أصحاب المال والأعمال، الذين حولوها إلى تجارة للربح السريع بحثًا عن خدمات الإعلان على حساب الإعلام، الذي من المفروض هو رسالة صادقة ونزيهة".
وأوضح الإعلامي الجزائري، نبيل، أن "مونولوغ "كاتب المقال" هو الأول من نوعه على المستوى الوطني والعربي، على اعتبار أنه أول صحافي عربي يكتب ويؤدي عمل مسرحي على شكل "مونولوغ".