وزير الثقافة البريطاني يقترح دعم "بي بي سي"

اقترح وزير الثقافة البريطاني جون ويتينغدال، تمويل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، بشكل جزئي عن طريق دفع المشاهدين لاشتراكات تأتي على قمة سبل دفع ضريبة مشاهدة التلفزيون في المستقبل، مشيرًا غلى أن كل الخيارات ستكون مطروحة للنقاش أثناء مراجعة الحكومة البريطانية المقبلة لأعمال الشبكة البريطانية.

وأوضح ويتينغدال أنه لا يمكن عرض هذا النموذج من التمويل في الوقت الحالي، بسبب عدم وجود آليات متاحة لإيقاف بث بعض قنوات بي بي سي للأشخاص الذين لم يسجلوا اشتراكهم.

وصرّح للبرنامج الحواري "اندرو مار شو"، على هيئة الإذاعة نفسها: "قد يأتي هذا الاقتراح في الوقت المناسب، وعندما يحين هذا الوقت، فمن الممكن أن نتبنى برنامج تمويل جزئي عن طريق نظام الاشتراك، ولكن لم يحين ذلك الوقت بعد".

وأضاف: " ينبغي أن نبدأ في التفكير في هذه المسألة، وإذا كان هذا الاتجاه الصحيح الذي يجب أن نمضي قدمًا فيه خلال 10 أعوام ".

وأعلن ويتينغدال الخميس، عن إجراء مراجعة جوهرية من قبل الحكومة لحجم أعمال هيئة الإذاعة البريطانية، والطريقة التي يتم تمويلها، وتساءل عما إذا كانت الشركة يجب أن تواصل سعيها في أن تمثل كل شيء لجميع البريطانيين.

وحرصت العديد من الشخصيات العامة مثل الممثل ليني هنري، وحتى المذيع المخضرم السياسي جوناثان ديمبلبي، على الدفاع عن الشبكة البريطانية منذ تم الإعلان عن إجراء المراجعة، وهاجم ديمبلبي في تصريحاته لبرنامج على "راديو 4" البريطاني خصوم الهيئة التجاريين، الذي يستعدون لتدميرها.

أفاد: " لقد فشل الأشخاص الذين يدافعون عن هيئة الإذاعة البريطانية ويعملون لصالحها، في تحديد المصالح الخاصة لتدمير الشبكة، وتعادي شبكة مردوخ، بي بي سي لأسباب تجارية ".

وبعد أن كشف وزير الثقافة عن الورقة الخضراء الحكومية بشأن مستقبل "بي بي سي" في الأسبوع الماضي، أكد أن حجم ونطاق هيئة الإذاعة البريطانية اتسع بشكل كبير في العقد الماضي، مما يجعله وقتًا مناسبًا للتساؤل بشأن ما إذا كان نطاق الخدمات الذي توفره الشبكة يقدم أفضل خدمة لدافعي ضريبة مشاهدة التلفزيون.

وخلص ويتينغدال في تقرير مستقل بشأن إلغاء العقوبات ضد عدم دفع رسوم رخصة مشاهدة التلفزيون إلى أنه لن يكون مناسبًا في إطار طرق التمويل الحالية، وتتكلف الشبكة سنويًا 200 مليون جنيه إسترليني بسبب إلغاء العقوبة.

وبيّن ويتينغدال الأحد: "أصبحت جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، إلا أن بي بي سي تحتاج إلى السعي للبت في النظر فيها، كجزء من عملية تقييم أعمالها، وهو الدور الحقيقي لـ بي بي سي في وسائل إعلام اليوم".

وأضاف: "سنحتاج أيضًا إلى سماع رأي الشبكات الأخرى التي تقدم خدمات بديلة للبي بي سي، كما نريد أن نسمع رأي الجمهور كذلك، لذلك آمل أن يتاح مجال أكبر لإجراء نقاش واسع النطاق ".

وتابع: "عندما قرأنا الميثاق الملكي الذي تعمل بمقتضاه بي بي سي آخر مرة، وجدنا أن معظم الأسر تتمكن من مشاهدة خمس قنوات فقط، في الوقت الذي تبث فيه الشبكة تسع قنوات، فضلًا عن أننا لدينا مجموعة كبيرة من المنضمين الجدد إلى المجال الإعلامي".

وأردف: "يعتقد كثير من الناس أن الشبكة تحتاج إلى إمعان النظر في برامجها للتأكد من أنها مميزة وليست مجرد استنساخ لما هو متاح في أي مكان آخر."

واندهش ويتينغدال من ردود أفعال الشبكة السلبية على ورقته الخضراء، معبرًا "الأمر عبارة عن مجرد سلسلة من الأسئلة بلا إجابات مقررة حتى الآن."

واختتم تصريحاته بأنه يحب مشاهدة "بي بي سي"، ويعتبرها عندما تكون في أفضل حالاتها أفضل شبكة قنوات في العالم.