الفاتيكان - مصر اليوم
كشف بابا الفاتيكان البابا فرنسيس أنَّ هناك حوالي واحد من كل خمسين كاهنًا من الكاثوليك مصاب بداء "الولع جنسياً بالأطفال"، معتبرًا "البلاء" أشبه بمرض "الجذام" الذي حلَّ في الكنيسة، فيما حذّر الأب فيديريكو لومباردي، ، من تفشي الظاهرة.
وأوضح البابا فرنسيس، في تصريحات إلى صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، أنَّ "حوالي 2% من الأساقفة ورجال الدين في الكنيسة يعتدون جنسياً على الأطفال"، وألقى اللّوم على الكنيسة، لتسترها على مثل هذه الجرائم، التي "لا تطاق"، على حسب وصفه.
ودان البابا تقارير الأمم المتحدة لهذا العام، مبيّنًا أنها "اتّهمت الفاتيكان باعتماد سياسات ممنهجة، تسمح للكهنة باغتصاب الأطفال، والتحرش بهم، على مدى العقود الماضية، وفشلها في إرسال تقارير عن هؤلاء الجناة، ونقلهم إلى الأبرشيات، وذلك خوفاً من الإساءة مرة أخرى".
وشجب البابا "الفساد الذي يتعرض له الأطفال"، حيث وصفه بأنه "شيء رهيب، لا يمكن تخيله"، كما تعهد بمواجهة الأمر، بكل ما يلزم من شدة.
وشدّد البابا فرنسيس على "ضرورة محاربة الكنيسة لمثل هذه الأفة، والقضاء عليها"، مبرزًا أنَّ "هذه الأفة لا توجد فقط في الكنائس، حيث وصلت إلى المنازل".
وأضاف "نسبة هذا الوباء داخل الكنيسة بلغت حوالي 2%، طبقًا لتقارير مسؤولي الكنيسة المعنيين بهذا الأمر"، مشيرًا إلى أنّه "من المفترض أنَّ هذه النسبة تطمئنه، لكن ما حدث هو العكس تماماً، حيث أنَّ من بين المتورّطين أساقفة وكرادلة".
وأصدر البابا فرنسيس، الأسبوع الماضي، كلمات شديدة اللهجة لهؤلاء الكهنة، وذلك بعد عقده لاجتماع، استمر لساعات ثلاث، مع الأطفال ضحايا الاعتداء، وكان من بينهم اثنان من بريطانيا، واثنان من إيرلندا، حيث توسّل إلى الناجين من مثل هذه الاعتداءات، والذين تجمعوا في حشود، الصفح عن هذه الجرائم المدنسة، التي قام بها أبناء الكنيسة.
وأشار البابا إلى حالات عدة، اعتدى فيها الكهنة منذ ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، وذلك في الولايات المتحدة، وأخيراً في إيرلندا، وغيرها من الدول، التي يبلغ عددها 12 دولة، منذ عام 2009.
واعتبر أنَّ "الكنيسة الكاثوليكية مذنبة، لتسترها على مثل هذه الأفعال والانتهاكات الخسيسة"، على حسب وصفه.
وطلب من أعضاء الكنيسة "البكاء على تلك الأعمال التي تركت ندوبًا مدى الحياة لدى الضحايا الأبرياء".
وفي سياق متصل، نفى المتحدث باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي أن يكون "البابا فرنسيس قد قال إن هناك كرادلة كانوا مولعين جنسيًا بالأطفال"، موضحًا أنَّ "البابا فرنسيس أقرّ في مقابلة له أن هذا الولع منتشر في الكنيسة، وأنه يحاول أيجاد حل لشرط العزوبية للكهنة في الكنيسة"، ولكن البابا فرنسيس أنكر قول هذا.
وأبرز أنَّ "هناك المزيد من القضايا التي لم تظهر بعد، فالأمر لا تخلو منه أية مؤسسة على وجه الأرض".
وبيّن أنَّ "الكنيسة تحتاج إلى تقديم اعتذار، وشرح مفصل لهذا الدمار البالغ الذي حل فيها، لأنَّ الأمر يتعلق بتاريخ الكنيسة في معاملتها للأطفال، لأنه أصبح جلياً كيف كانت الأمور تسير بصورة غير صحيحة، وكيف أنّ معالجة الأمور كانت لا تسير كما ينبغي".
وأردف "على الرغم من أنَّ البابا فرنسيس قام بإصلاحات في الفاتيكان، إلا أنَّ البعض اتّهمه بعدم القيام بما يكفي للتعامل مع هذه الأزمة"