واشنطن ـ يوسف مكي
هدَّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأن أي دولة لن تقدم صفقات "عادلة" للولايات المتحدة ستحصل على "تعريفة"، وهو على استعداده لصفع منافسيه بتعريفات تجارية تصل إلى 200 مليار دولار.
وأصدر ترامب التهديد بعد التوصل إلى اتفاق تجاري جديد مع المكسيك وبعد الوقوف في مواجهة مع كندا والانخراط في خطاب متصاعد مع الصين.
وقال ترامب: "وضعت التعريفة الولايات المتحدة في موقف قوي جدا للمساومة، إذ تتدفق مليارات الدولارات، ومع ذلك فإن زيادات التكلفة كانت حتى الآن غير ملحوظة.. إذا لم تقم الدول بإبرام صفقات معقولة معنا، فسوف أضع تعريفات جمركية''.
وظلت الصين تعارض التهديد، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: "لقد أكدنا دائما أن الوسيلة الصحيحة الوحيدة لحل النزاع التجاري هي من خلال الحوار والتشاور، القائم على قدم المساواة مع الثقة والاحترام المتبادلين"، وقوض الحديث القاسي والخوف من المزيد من التعريفة الجمركية والانتقام من المستثمرين وأدى إلى انخفاض المؤشرات.
وانخفض مؤشر ستوكس 600 في عموم أوروبا بنسبة 0.2%، وهبط مؤشر داكس الألماني بنسبة نصف في المائة، حسبما ذكرت "رويترز"، في حين انخفض مؤشر كاك 40 الفرنسي، وجاء الانخفاض بعد ارتفاع قوي للأسهم الأوروبية الأسبوع الماضي، وكانت الأسواق ضعيفة أيضا في جميع أنحاء آسيا.
ويقول ترامب أيضا إن صناعة الصلب لدى الولايات المتحدة هي حديث العالم، ويتم إنفاق مليارات الدولارات على مصانع جديدة في جميع أنحاء البلاد، وبلغ إنتاج الفولاذ في الولايات المتحدة أكثر من نصف ما كان عليه في أوائل ومنتصف السبعينات، ووضعت الولايات المتحدة نحو 40% من الفولاذ في العالم بعد الحرب العالمية الثانية، لكن الأرقام تراجعت باطّراد خلال الأعوام التي تلت ذلك.
تأتي هذه المحادثات الصعبة في أعقاب التقارير التي تفيد بأن الصين تعمل على تقليل الصادرات إلى الولايات المتحدة عن عمد من خلال إبطاء الاعتمادات الجمركية وزيادة عمليات التفتيش البيئية وغيرها، وحتى الآن في حرب تجارية مستمرة، قامت الصين بمقارنة التعريفات الأميركية الجديدة على السلع.
ودعت صحيفة صينية رسمية إلى اتخاذ إجراءات أكثر جرأة من أجل "جعل الألم الأميركي أسوأ" بعد رفع الرسوم الجمركية من كلا الجانبين على 50 مليار دولار من سلع كل منها، وتنظر بكين في دعوة واشنطن الأسبوع الماضي لإحياء المحادثات بشأن كفاحها بشأن سياسة التكنولوجيا الصينية وخطط للتنمية التي تقودها الدولة لأبطال عالميين في مجال الروبوتات وغيرها من المجالات، ويقول المسؤولون الأميركيون إن تلك تنتهك التزامات بكين بفتح الأسواق، وتخشى أن تؤدي إلى تآكل القيادة الصناعية الأميركية.
وبيّن لو جيوي وزير المال السابق ورئيس صندوق الثروة السيادية الصيني، في حديثه الأحد في منتدى اقتصادي، أن بكين يجب أن تعرقل سلاسل التوريد للشركات الأميركية التي تعتمد على الصناعات التحويلية الضخمة في الصين، وفقا لموقع "سينا دوت كوم"، وكان من المفترض أن تقيد استراتيجية الصين المضادة للهجوم الصادرات إلى الولايات المتحدة بالإضافة إلى (الواردات) من السلع الأميركية.
وأوضحت الحكومة الصينية الأسبوع الماضي أنها ترحّب باقتراح واشنطن بإجراء مزيد من المحادثات، رغم أن أيا من الطرفين لم يعط أي مؤشر على استعدادها لتقديم تنازلات، ويرى القادة الشيوعيون خططهم في مجال الصناعة كمسار للازدهار والتأثير العالمي، وقال جينج شوانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، أن الصين تريد محادثات تقوم على "الثقة المتبادلة".
وقال جينغ في مؤتمر صحافي دوري: "إذا مضت الزيادة، فسوف يتعين على الصين اتخاذ الإجراءات المضادة الضرورية"، ولم تؤكد السلطات الصينية بعد الخطوات التي يجب اتخاذها بصرف النظر عن التعريفات الانتقامية التي قد تتخذها، لكنهم هددوا بـ"تدابير شاملة".