واشنطن - عادل سلامة
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب يدعم الجهود الرامية إلى تحسين نظام التحقق من المعلومات الفيدرالية لشراء الأسلحة، بعد أقل من أسبوع على اطلاق النار داخل مدرسة في فلوريدا مما أسفر عن مقتل 17 شخصا , ويقال إن السيد ترامب تحدث إلى السيناتورالجمهوري "جون كورنين" عن تشريع السلاح يوم الجمعة.
وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض "سارة ساندرز" في بيان لها إنه خلال المحادثات بحثا مشروع قانون الحزبين الذي قدمه السيناتور "كورنين" والسيناتور الديمقراطي "كريس ميرفي" لتحسين الالتزام الفيدرالي بفحوص الخلفية الجنائية. وقالت السيدة "ساندرز" "في الوقت الذي تجرى فيه تلك المناقشات ، فإن الرئيس يدعم الجهود الرامية إلى تحسين نظام التحقق من الخلفية الجنائية".
وأثناء ترشح "ترامب" للرئاسة، ربط ترامب نفسه "برابطة البندقية الوطنية"، وهى واحدة من أقوى منظمات حقوق السلاح، وحصل على أكبر قدر من الضغط على تمويل أي مرشح رئاسي من أي وقت مضى. وفي أبريل/نيسان الماضي، أعلن السيد ترامب لأعضاء في هيئة تنظيم الاتصالات الوطنية: "لقد انتهى الهجوم الذي دام ثماني سنوات على حريات ’الحق في التسلح‘ "
كما أكد للجمعية - التي تبرعت بأكثر من 30 مليون دولار (21.4 مليون جنيه استرليني) لحملته الرئاسية - أن لديها الآن "صديقا حقيقياً وبطلاً في البيت الأبيض". وجاءت تصريحاته بعد توقيعه قرارا في فبراير/شباط الماضي يحظر حكم صدر في عهد "أوباما" كان من شأنه أن يمنع ما يقدر بـ75 ألف شخص يعانون من اضطرابات نفسية من شراء البنادق.
كانت هذه القاعدة جزءاً من دفع الرئيس السابق باراك أوباما لتعزيز نظام التحقق من الخلفية الفيدرالية بعد إطلاق النار الذي حدث في نيوتاون، كونيتيكت عام 2012، الذي كان الأشد فتكاً في المدارس في تاريخ الولايات المتحدة. وواجه "ترامب" انتقادات من المدافعين عن فكرة ’السيطرة على الأسلحة‘. في حين أعرب الرئيس عن تعاطفه، أوضح أنه لن يغير من سياسته أو موقف الحزب الجمهوري بشأن القضية , فلا يبدو أن منع الأسلحة سيمنع حدوث مثل هذه المآسي مرارا وتكرارا.
ودعا "ترامب" في خطابه الأسبوع الماضي في أعقاب المجزرة إلى اتخاذ إجراء ولكنه لم يذكر مسألة السيطرة على الأسلحة. وبدلا من ذلك، وعد بإعطاء الأولوية لسلامة المدارس و"معالجة مسألة الصحة العقلية الصعبة". ويذكر أن مسلحا كان معه بندقية هجومية من طراز ار -15 مشتراة قانونا توجه لمدرسة مارجوري ستونيمان دوغلاس الثانوية على بعد 45 ميلاً شمال ميامي و حدثت بعدها الفاجعة الأربعاء الماضي.
ودعا عدد من الناجين من الطلاب "ترامب" وأعضاء الكونغرس إلى اتخاذ إجراءات بشأن السيطرة على الأسلحة، وهم يظهرون على البرامج الإخبارية للإعلان عن أنهم سيقودون مظاهرة في جميع أنحاء البلاد الشهر المقبل لزيادة الاهتمام بهذه المسألة. وقال "كاميرون كاسكي" وهو تلميذ في المدرسة الثانوية، في إشارة إلى إطلاق النار "إن أي سياسي أي كان توجهه, يتسلم الأموال من الهيئة التنظيمية الوطنية, فهو مسؤول عن أحداث كهذه ". وقال لـ "ايه بى سى" انه "فى نهاية اليوم، تقوم الهيئة التنظيمية الوطنية بتعزيز ثقافة السلاح هذه وتدعمها".
وذكرت صحيفة واشنطن بوست أنه خلال عطلة نهاية الأسبوع في فلوريدا، يقال إن ترامب قد أجرى استطلاعا للأعضاء في منتجع "مار-لا-لاغو" حول ما إذا كان ينبغي أن يدعم تدابير مكافحة الأسلحة. وقال لهم إنه يراقب عن كثب ظهور الناجين من الطلاب في وسائل الإعلام.
وأعلن البيت الأبيض يوم الأحد أن الرئيس سيستضيف "جلسة استماع" مع الطلاب لمناقشة إجراءات السلامة المدرسية. واعترف مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي اليوم الجمعة بأنه فشل في "التحقيق في تحذيرات عن مطلق النار المزعوم ’نيكولاس كروز‘، مشيراً إلى أن صديقه اتصل بخط الهاتف الساخن و زعم ان "كروز" يملك سلاحا ولديه رغبة في القتل". وقد ظهر كروز أمام المحكمة يوم الاثنين, وقد وجهت إليه تهمة بـ 17 جريمة قتل متعمد.