ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان

تدرس النيابة العامة في الأرجنتين، ما إذا كانت ستوجّه التهم إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بشأن مزاعم حول ارتكابه جرائم حرب في اليمن ومقتل الصحافي جمال خاشقجي، بعد أن قدّمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" غير الرسمية يوم الاثنين الماضي، طلباً يدعو الأرجنتين إلى استخدام بند في دستورها لمحاكمة ولي العهد السعودي، وذلك في حالة حضوره قمة "مجموعة العشرين" في العاصمة الارجنتينية "بوينس آيريس"، في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

وقد أدرجت المنظمة في طلبها مجموعة من انتهاكات القانون الدولي التي يُزعَم قيام الرياض بارتكابها خلال الحرب في اليمن، معتقدة أن ذلك قد يؤدي إلى تحميل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المسؤولية الجنائية بسبب دوره كوزير للدفاع السعودي. كما سلط الطلب الضوء على ما وُصِف "بالتواطؤ المحتمل من قِبل ولي العهد في مزاعم التعذيب وسوء المعاملة ضد المواطنين السعوديين"، بما في ذلك قضية مقتل الصحفي خاشقجي الذي قُتل داخل قنصلية السعودية في اسطنبول في أكتوبر / تشرين الأول.

وقال المدير التنفيذي لـ "هيومن رايتس ووتش"، كينيث روث، في هذا الشأن: "يجب على سلطات الادعاء الأرجنتينية التدقيق في دور الأمير محمد بن سلمان في "جرائم الحرب التي ارتكبها التحالف الذي تقوده السعودية منذ عام 2015 في اليمن". وأضاف: إن "حضور ولي العهد قمة "مجموعة العشرين" في بوينس آيرس، قد يجعل المحاكم الأرجنتينية طريقًا لتحقيق العدالة لضحايا الانتهاكات غير القادرين على التماس العدالة في اليمن أو المملكة العربية السعودية".

وينصُّ دستور الأرجنتين على مادة تتيح المحاكمة العالمية بشأن جرائم الحرب والتعذيب، وهذا يعني أن السلطات القضائية يمكنها التحقيق في هذه الجرائم ونظرها في المحاكم بغض النظر عن مكان ارتكابها. وصدرت تصريحات عن "هيومن رايتس ووتش" بأن الطلب أُرسِل إلى القاضي الفيدرالي أرييل ليغو، ولم يرد مكتبه ولا مكتب المدعي العام بالأرجنتين على طلبات التعليق على هذا الطلب، إلا أن وسائل الإعلام الأرجنتينية نقلت عن مصادر قضائية قولها إنه "من غير المرجح أن توجه السلطات القضية اتهامات ضد ولي العهد السعودي.

وكانت قد حققت القضايا المستندة إلى الولاية القضائية العالمية نجاحاً في الماضي، وربما كان أبرزها في عام 1998 عندما تمكن القاضي الأسباني بالتاسار غارزون من إصدار أمر بالقبض على الدكتاتور التشيلي أوغستو بينوشيه في لندن.

وأثار مقتل خاشقجي، وهو كاتب في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية وكان ينتقد القيادة السعودية وولي العهد محمد بن سلمان على وجه الخصوص، إدانة دولية وتوترا في العلاقات الودية بين الرياض والعديد من الدول الغربية. كما تُجرى اتصالات قبل القمة لإنهاء الحملة العسكرية التي تقودها السعودية على اليمن المجاورة، والتي تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.