واشنطن - عادل سلامة
تحدّث الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن برنامج كوريا الشمالية النووي والصراع الإسرائيلي الفلسطيني وحادث الطائرة المأساوي الذي وقع الأحد خارج موسكو.
وقال الكرملين إن الزعيمين بحثا بعض جوانب عملية السلام في الشرق الأوسط في محادثة هاتفية قبل اجتماع بوتين مع الزعيم الفلسطيني محمود عباس في العاصمة الروسية، كما بحثا محاولة كوريا الشمالية لتطوير أسلحة نووية، حيث أكد البيت الأبيض "أن الرئيس ترامب أكد مجددًا على اهمية ضمان أن تكون الديكتاتورية غير نووية"، فيما اتهم ترامب روسيا الشهر الماضي بمساعدة كوريا الشمالية على تفادي العقوبات الدولية الواقعة على بيونغ يانغ لسعيها للحصول على صاروخ نووي قادر على الوصول إلى الولايات المتحدة، وأوضح ترامب "أن روسيا لا تساعدنا على الإطلاق في تحديات كوريا الشمالية".
وأكد بوتين لعباس الثلاثاء، قبل مواصلة المحادثات وراء الأبواب المغلقة بقوله :"لقد تحدثت للتو مع الرئيس الأميركي ترامب حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، فيما كان الزعيم الفلسطيني يزور موسكو في محاولة لتأمين دعم بوتين بعد أن أغضب ترامب الفلسطينيين وحلفائهم بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأضاف بوتين "أن الوضع ابعد مما نريد أن نراه"، مؤكدا انه "يؤيد دائما إرادة الشعب الفلسطيني"، وتابع لضيفه: "من المهم جدا بالنسبة لنا أن نعرف رأيك الشخصي من أجل وضع خطة ووضع نهج مشترك لحل هذه المشكلة"، فيما قال ترامب لبوتين إن "الوقت قد حان للعمل من اجل التوصل إلى اتفاق سلام دائم"، وشدّد البيت الأبيض على أن ترامب كرر اعتقاده بان الوقت قد حان للعمل من اجل التوصل إلى اتفاق سلام دائم.
وأكد الفلسطينيون أنهم لم يعدوا يعتبرون الولايات المتحدة وسيطًا سلميًا بعد أن أعلن ترامب اعتزامه نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس، وقد تفاقمت المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية مؤخرا بعد أن أسقطت إسرائيل، ما قالت انه طائرة بدون طيار إيرانية دخلت أراضيها من سورية في نهاية الأسبوع.
وكان ترامب وبوتين قد تحدثا في ديسمبر/كانون الأول الماضي عندما شكر الرئيس الروسي نظيره على جهد وكالة المخابرات المركزية الذي قيل انها ساعدت في إحباط التفجيرات في سان بطرسبرغ، كما أعرب ترامب عن تعازيه للرئيس بوتين يوم الاثنين في حادث تحطم الطائرة الذي أسفر عن مقتل 71 شخصا، وفقا لما ذكره الكرملين والبيت الأبيض.
ولفت البيت الأبيض إلى أن ترامب أكد لبوتين أن الولايات المتحدة "ستقف لمساعدة السلطات الروسية في تحقيقاتها" في سبب تحطم طائرة روسية إقليمية مما أدى إلى مقتل الجميع. وأكد بوتين مرارا انه يأمل في أن يتمكن ترامب من متابعة تعهداته الانتخابية بتحسين العلاقات مع روسيا، بيد انه يعتقد أن الضغوط التي حصل عليها معارضو ترامب في الطريق، وجاء اجتماع عباس مع بوتين بعد أسبوعين من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو، والذي قد أعلن أنه يجري محادثات مع واشنطن حول ضم مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وهي خطوة أدانها مسؤول فلسطيني كبير بأنه "سرقة ارض"، في حين نفى البيت الأبيض ادعاءات نتنياهو .
ويرى الفلسطينيون أن قرار الولايات المتحدة بالقدس، الذي أنهى سنوات من الدبلوماسية الدولية، هو حرمانهم من القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية محتملة، بينما كان عباس الذي من المقرر أن يتكلم في مجلس الأمن الدولي في 20 فبراير/شباط، وعد شعبه بالعمل على الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية من قبل الأمم المتحدة. وقد اعترف بالفعل بالدولة الفلسطينية أكثر من 130 دولة