لندن - مصر اليوم
أكد رئيس حكومة الائتلاف السوري المعارض أحمد طعمة، أن "هدف التفاوض مع النظام السوري هو الوصول إلى حل سلمي
سياسي عادل يضمن كرامة الشعب"، معتبراً أنه ""لو استطعنا أن نهزمه في الميدان لما وصلنا إلى مرحلة التفاوض معه، ولكن مع الاسف فإن المجتمع الدولي خذل الشعب العربي السوري ولم يقدم له ما يحتاجه من مساعدات ومعونات لحسم المعركة من أجل الكرامة والحرية"، لكنه أشار الى أن وفد المعارضة المفاوض حصل في الجولة الأولى من المفاوضات على " أكثر مما توقعنا".
وقال طعمة في مقابلة خاصة لبرنامج "بلا قيود" على محطة "بي بي سي العربية" أجرتها الزميلة ملاك جعفر ، إنه "في حال تم الوصول إلى اتفاق عادل وحل سياسي يضمن كرامة الشعب السوري ورحيل نظام بشار الأسد فلن تقف أي قوة في سوريا ضدنا ابداً". أما في شان التفاهمات مع الجانب الروسي على شكل هيئة الحكم الانتقالي نفى طعمة مناقشة الموضوع بعد، لكنه أكد انه "من خلال المفاوضات في جنيف سوف يتم التطرق إلى كل هذه النقاط".
وحول موضوع المساعدات الإنسانية وإدخالها إلى مدينة حمص، أشار أحمد طعمة الى أن "النظام السوري لا يريد أن يُدخل المساعدات، وبدأ بطرح بدائل منها إخراج النساء والشيوخ من حمص على أن يقوموا بتفتيشهم واعتقالهم وتعذيبهم وتشريدهم أو أن يقوم المقاتلون بتسليم أنفسهم، متوعداً النظام السوري بالقول: "هم ما يزالون يعتقدون أنهم نظام شرعي ويجوز لهم الحكم ولا ينظرون إلى أنفسهم باعتبارهم مجرمين، سوف يحاسبون أمام محكمة الجنايات الدولية ولو بعد حين".
ورداً على سؤال حول الحوار مع روسيا أوضح طعمة أنه "من خلال المفاوضات في جنيف سوف نصل إلى بحث كل النقاط، وسوف ندخل في تفصيلات معمقة ومعقدة تبدأ بشكل هذا الحكم وكيفية تشكيله. ثم إن هناك مفاصل حيوية يحتاجها ويريدها الشعب السوري أن يعرف إلى أين ستؤول الامور. مثلا كيف سيكون تشكيل الجيش العربي السوري مستقبلا وهل سيبقى بصيغته الحالية التي هي كل الأعضاء فيه هم من أنصار النظام؟ هذا بالتأكيد لن يحصل. أيضا كيف ستكون اجهزة الأمن وكيف ستكون الأجهزة الإدارية وكيف ستكون الجامعات وكيف ستكون مؤسسات الدولة كلها وكيف ستكون المؤسسات الاقتصادية،" وأشار الى أن "الأخوة في الائتلاف أعدوا قوائم بأسماء الأشخاص الذين من المستحيل أن نتقبلهم واشخاص في القائمة الرمادية يمكن أن ينظر إلى التعامل معهم، وهنك أشخاص لم تتلطخ أيديهم بالدماء وقد أثبتوا في عملهم في الحياة العامة أن انتمائهم للوطن أكبر بكثير من انتمائهم لهذا النظام".
وأكد أن "الكل متفق ومنذ اللحظة الأولى في الثورة السورية على أننا نريد طريق الخلاص وأن نتخلص من هذا النظام المستبد الذي مكث فوق قلوبنا منذ من خمسين عاماً وعندما نحصل على هذه النتيجة فإن الكل سوف ينظر بإيجابية الى هذه النقطة ونبدأ بمشروعنا الديمقراطي الذي يتيح لجميع الفرقاء والأطياف بأن تقول ما تريد وبأن تدافع عن وجهة نظرها وبأن تكون لها المؤسسات الديمقراطية التي تستطيع من خلالها إقناع الشعب بمشروعها."
وعن التحضيرات للجولة الثانية من مؤتمر جنيف أعلن طعمة أن "وفدنا المفاوض قد ذهب إلى جنيف وفي ذهنه أنه سوف يواجه من الصعوبات الكثير الكثير ولم نكن نتوقع في الجولة الأولى أن نحصل على أكثر مما حصلنا عليه لا بل أزعم باننا حصلنا على أكثر مما توقعنا. نحن في البداية ذهبنا إلى معركة سياسية كبرى ليست أقل ضراوة من المعركة التي يخوضها الشعب السوري في الميدان. منذ البداية كان واضحاً أن النظام يريد أن يتحايل على النصوص وأن ينطقها أشياء ليست في وهي نصوص غير قابلة للتأويل على الاطلاق".
وختم طعمة المقابلة مع محطة "بي بي سي العربية" بالقول اننا نتفاوض مع النظام لأننا نريد أن نصل إلى حل سلمي عادل، حل سياسي يضمن كرامة الشعب السوري، فلو استطعنا أن نهزمهم في الميدان لما وقفنا ولما وصلنا إلى هذه النقطة ولكن مع الاسف فإن المجتمع الدولي خذل الشعب العربي السوري ولم يقدم له ما يحتاجه من مساعدات ومعونات لحسم المعركة من أجل الكرامة والحرية.