والي النيل الأزرق السابق عبد الرحمن أبو مدين

أكدَّ والي النيل الأزرق السابق، وعضو وفد الحكومة السودانية في المفاوضات مع "الحركة الشعبية قطاع الشمال"، عبد الرحمن أبو مدين، على أن الوفد الحكومي ينتظر إخطارًا من الوساطة الأفريقية باستئناف التفاوض في جولة ثالثة، في أعقاب تعليقها إلى حين تقديم الوسيط الأفريقي ثابو امبيكي لتقريره إلى مجلس السلم والأمن الأفريقي، مشيرًا إلى أن الوسيط قدم التقرير، وجاء متسقًا إلى حد كبير مع ما قدمه الوفد الحكومي، وكان محل إشادة من المجلس
وقال أبو مدين في حديث إلى  "مصر اليوم" ،"إن الحركة التي تقود الصراع المسلح في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان  و منذ الجولة الأولى لم تتنازل عن طرحها الأول، وهو عدم الامتثال إلى مرجعيات التفاوض، وهي اتفاقية "نيفاشا للسلام" وقرار الأمم المتحدة 2046، وتمسكت فقط بمناقشة الوضع الانساني ، ووقف العدائيات بدلا عن وقف إطلاق النار، والهدف من ذلك أن يتم توزيع الغذاء لقواتها في مسارح العمليات، الا إن الحكومة لن توافق ثانية على ما عرف في السابق بشريان الحياة إبان حرب الجنوب ، واستغرقت 12 عاما، واستُغلت في تقوية القوات بالعتاد والغذاء لذلك طال أمد الحرب ، لذا لن تتكر تجربة كهذه ".
وشدد والي النيل الأزرق السابق ، على تمسك الحكومة بخيار السلام ، وباتفاق "نيفاشا" وبقرار الأمم المتحدة رقم 2046، و الذي حصر الحوار بشأن المنطقتين (النيل الأزرق وجنوب كردفان ).
مشيرًا إلى أن القضايا التي ستكون محل الحوار في الجولة المرتقبة هي ، الترتيبات الامنية ثم الملف الانساني ، بعد ذلك الترتيبات السياسية، إلا أن الحركة ظلت، متمسكة بالمحور الانساني ،لأنها ظلت تتحدث عن وقف العدائيات وتتجاهل وقف اطلاق النار، إلى جانب تمسكها باتفاقية "نافع عقار" الموقعة بين الجانبين في العام 2011م .
وكشف أبو مدين عن أن الحكومة تقبل بما تطابق في الاتفاقية مع اتفاقية "نيفاشا" و مع القرار الاممي 2046، أما مايلي قسمة السلطة فالحوار بشأنه مكانه الحوار الجاري بين الاطراف السياسية حاليا .
وأضاف عبد الرحمن ابو مدين إن "الحركة وجهت الدعوة لـ24 مستشارا عُرفوا بالتعاطف معها، لأنها أدركت أن موقفها ضعيف ، و أرادت ان تنصب لنا فخا وتستدرجنا في حضور هؤلاء إلى رفض الحوار لتدويل القضية ، الا أن الوفد الحكومي فطن لذلك المخطط ".
وتابع" بالنسبة إلى  "منفستو" الحركة واضح ولم يتغير ، فهو يتحدث عن إسقاط النظام والاستيلاء على السلطة ، الا أن جميع وسائلهم وخططهم فشلت ، لذلك حشدوا انصارهم بهدف تصعيد القضية إلى مجلس الامن والمؤسسات الدولية ، نحن أدركنا ذلك وقبلنا تصرفات الحركة ، بدءًا باختيارها لياسر عرمان رئيسا لوفدها التفاوضي مرورا بدعوتها لـ24 مستشار  ،وقبولنا كان حرصا منا على التفاوض ".
كما أشاد بموقف الاتحاد الأفريقي ، وحرصه على أن يجري التفاوض داخل البيت الأفريقي .
وفي سؤال لـ"مصر اليوم" عن تفسيره لظاهرة الحضور و الوجود الغربي الكثيف من الدول الغربية في اديس ابابا خلال جولات التفاوض، وإن كان الحضور هذا بهدف الحرص على السلام ، أجاب عضو وفد الحكومة في المفاوضات : "بعض الدول الغربية حضرت لتؤيد مواقف الحركة وتنحاز لها بل ولتحرضها علينا ، لكنها فشلت في تحقيق أهدافها ".
واختتم أبو مدين حديثه إلى "مصر اليوم" بالقول، سنذهب إلى جولة التفاوض المقبلة على أساس ما قدمه الوسيط الأفريقي لتقريب وجهات النظر بين الطرفين".