ديفيد كاميرون أثناء وصوله إلى جنيف

أصرّ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على أن بلاده لن تقبل المزيد من اللاجئين وأنه لن يصوت على أي اتفاق يدفع بالمزيد من الناس إلى لندن، وذلك قبيل إجراء محادثات جديدة في العاصمة السويسرية، بروكسل، بشأن معالجة أزمة اللاجئين، بينما يأمل زعماء الاتحاد الأوروبي بوضع اللمسات الأخيرة للصفقة الجديدة مع تركيا خلال اليومين المقبلين، والتي ستشهد ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى تركيا في مقابل قبول أوروبا لاجئين سوريين حقيقيين.

وسلط كاميرون الضوء على الوضع الخاص لبريطانيا الذي تفاوض عليه في قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة في فبراير/ شباط الماضي، والذي يعد الأساس لتوصيته ببقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في استفتاء يونيو/ حزيران، ولدى وصوله إلى المحادثات ذكر قائلًا: يجب أن نكون واضحين هنا بشأن الوضع الخاص لبريطانيا في هذه المنظمة، سنراقب الحدود الخاصة بنا لأننا لسنا ضمن منطقة شينغن ولن نوفر العبور من دون تأشيرة للأتراك كجزء من هذا الاتفاق، ونحن نحتفظ بسياسة الهجرة الخاصة بنا.

 

 

وبيّن رئيس الوزراء أن بريطانيا لديها سياسة واضحة لأخذ اللاجئين السوريين مباشرة من المخيمات في المنطقة بدلًا من إعادة نقل الأشخاص الذين وصلوا بالفعل إلى أوروبا، وأضاف للصحافيين "لقد قلنا بالفعل ما نحن بصدد القيام به بشأن أخذ اللاجئين السوريين إلى بريطانيا وهذا جاري بالفعل، ولن نأخذ المزيد من اللاجئين بسبب ما ناقشناه اليوم، ولكن إذا استطعنا الحصول على اتفاق بشأن المهاجرين العائدين من اليونان إلى تركيا سيكون هذا تقدمًا كبيرًا".

وحثّ كاميرون زعماء الاتحاد الأوروبي على التركيز على كسر نموذج أعمال المهربين حتى لا تكون هناك صلة بين الوصول إلى أوروبا بطريقة غير مشروعة والسماح بالبقاء هناك، ووضع رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو مبادئ الاتفاقية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قبل عرضها على الأعضاء السبعة والعشرين الآخرين في الاتحاد الأوروبي في وقت سابق هذا الشهر، وسينضم أوغلو مرة أخرى للزعماء على أمل تأمين الاتفاق النهائي.

وتتلقى تركيا 3 بلايين يورو كتمويل إضافي وفقًا للخطة بحلول العام 2018 بالإضافة إلى 3 بلايين آخرين أعلن عنهم العام الماضي، وأوضح الاتحاد الأوروبي أنه سيسرع عملية تحرير التأشيرات للسماح لـ75 مليون تركيا لزيارة منطقة شينغين من دون تأشيرة بحلول يونيو/حزيران المقبل، كما سيتم إحياء طلب تركيا المتوقف منذ فترة طويلة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

ومن المفهوم أن الاتفاق ينصّ على جلسات تتبع سريعة قبل عودة المهاجريين غير الشرعيين إلى تركيا بغرض التغلب على اعتراضات الأمم المتحدة بإزالة كل من يصلون إلى اليونان عن طريق القوارب، وأفاد رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، أن أيّة ترتيبات ستحترم القانون الأوروبي واتفاقيات جنيف، مضيفًا "أنا واثق من أننا سنصل إلى اتفاق مع تركيا اليوم أو غدًا".

وذكر رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، أنه متفائل بحذر بشأن وضع اللمسات الأخيرة للاتفاقية، لكنه أضاف "بصراحة أنا حذر أكثر من كوني متفائلًا"، ومن المقرر أن تركز محادثات القمة التي استغرقت يومين على الاقتصاد الواسع للاتحاد الأوروبي، وتم استقبال كاميرون بحرارة في المحادثات بواسطة رئيس المفوضية جان كلود يونكر، الذي قبّل رئيس الوزراء على وجنتيه، ومن المتوقع أن يغتنم الفرصة على هامش المحادثات لوضع اللمسات الأخيرة على صفقة بريطانيا، وكشف المستشار جورج أوزبورن في وقت سابق أن بريطانيا كانت على وشك الفوز بالقدرة على وضع معدل صفري على ضريبة القيمة المضافة على المنتجات الصحية النسائية، وهو الشيء الذي تحظره حاليًا قواعد الاتحاد الأوروبي.

 

 

وذكرت المتحدث الرسمية باسم كاميرون "هذه قضية أثرناها على المستوى الأوروبى وتحدثنا إلى المفوضية الأوروبية وشركائنا الأوروبيين بشأنها، وكما قال المستشار صباح اليوم نحن نعتقد أن نحرز تقدمًا جيدًا في هذه المناقشات، ولا أريد استعراض ما سيقوله رئيس الوزراء في الجلسة، ولكن التواجد هنا في بروكسل اليوم ولقاء القادة ورئيس المفوضية الأوروبية هو فرصة للانخراط في القضايا التي تهمنا، ولا أتوقع أن يكون هذا محور اهتمام رؤساء الدول ومناقشة الحكومة، وهناك فرصة لرئيس الوزراء للحديث عن هذه القضايا على الهامش".