وزيرة الخارجية الأميركية السابقة والمرشحة لرئاسة الولايات المتحدة هيلاري كلينتون

خلال فعاليات الحملة في كارولينا Carolinas يقول الناخبين بأن مشاعرهم ودية تجاه هيلاري كلينتون Hillary Clinton في الوقت الذي يقولون فيه العكس عن الجمهوريين.
 
تسعى وزيرة الخارجية الأميركية السابقة والمرشحة لرئاسة الولايات المتحدة هيلاري كلينتون من خلال حملتها الانتخابية إلى الفوز بأصوات الناخبين في ولاية فيرجينيا الذين لهم أصول أفريقية على شاكلة الشاب الأسود الذي يبلغ من العمر 30 عامًا وأمضى العقد الأخير من حياته في ولاية كارولينا الشمالية وهي الولاية التي حالت دون وصول كلينتون للرئاسة خلال السباق الرئاسي بينها وبين باراك أوباما عام 2008.

وأكد المواطن الأميركي بيرنز أنَّه لا يتطلع حاليًا لخوض التصويت في الانتخابات الأميركية المقبلة على الرغم من تغطية الانتخابات على مدار الساعة من قبل وسائل الإعلام ومغازلة كلينتون لمثله من الشباب في جميع أنحاء البلاد.

 وأوضح بيرنز أنَّ "مشروع كلينتون لابد وأن يكون له أصداء للنيل بأصوات السود الحاسمة في ولاية كارولينا الجنوبية لجعل ساحة المعركة في ولاية كارولينا الشمالية تحمل المنافسة من جديد"، مشيرًا إلى أنَّ "الجمهوريين" لا يستعدون من أجل الفوز بواسطة الأشخاص السود.

وأضاف أنَّ "فوز كلينتون في الانتخابات الرئاسية المقبلة سيكون أمرًا عظيمًا نظرًا إلى تاريخها الكبير في المجال القضائي"، مصرًا على أنَّ الجمهوريين استطاعوا الاستحواذ على أصوات الناخبين السود منذ أن تولى أوباما منصبه.

وبالعودة إلى ولاية كارولينا الجنوبية، فقد ظهر على كلينتون الأربعاء بأنها تسعى إلى استعادة دعم الناخبين السود وهو التحالف الذي كان بمثابة كلمة السر نحو وصول أوباما إلى البيت الأبيض.

ولم يأتِ ما فعلته كلينتون في إطار كسر الحواجز بينها وبين الأميركيين من أصول أفريقية، فهذه الحواجز لم يكن لها وجود دون رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية السابق فولر.
ومنذ اللحظة التي أعلنت فيها كلينتون الشهر الماضي عن خوضها الانتخابات الرئاسية المقبلة للمرة الثانية فإنَّ السؤال الذي يطرح هو هل ستستطيع احتضان السود لها مرة أخرى؟ ولكن أنشطتها في ولاية كارولينا الجنوبية التي تأتي في نواحي متعددة كانت بمثابة صورة مصغرة عن الكيفية التي تخطط بها كلينتون لجذب الأميركيين الأفارقة وبخاصة أولئك الذين هم من النساء.

وقبل افتتاح حملتها كمرشحة عن الديمقراطيين الشهر المقبل والتي ستبدأ في بنيويورك فقد واصلت كلينتون جولة الاستماع التي تقوم بها مع نساء الأقليات أصحاب الأعمال الصغيرة قبل الحوار مع مجموعة كبيرة من الديمقراطيين تصل لنحو مائتي شخص معظمهم نساء أميركيات من أصول أفريقية تناولت خلالها قضايا المساواة في الأجر بالمساواة في العمل وكذلك الاهتمام بالشفافية.

يُذكر أنَّ الناخبين السود يمثلون ما يزيد عن 50 في المائة في الانتخابات التمهيدية في ولاية كارولينا الجنوبية، وفي مقابلات أجريت مع المواطنين الأميركيين من السود خلال زيارات لأماكن متفرقة من مجمعات تجارية ومراكز للتسوق بالتزامن مع زيارة كلينتون فقد أدلى العشرات منهم بأنهم متأكدين من أنهم لا يرون من المنافسين لكلينتون من يستحق الأولوية.

وشدَّ أوغين فيليبس صاحب ال68 عامًا أن الجمهوريين لا يبدو عليهم بأنهم يريدون عمل شيء للمواطنين الذين يكافحون من أجل الحصول على ثلاثة عشر ألف دولار في العام ويعتمدون على الدعم الغذائي الأمر الذي أكد عليه اسيان البالغ من العمر 25 عامًا والذي يعمل سائق شاحنة.

وهناك الآن ثمانية مرشحين من الجمهوريين للانتخابات الرئاسية المقبلة بدأ بعضهم الاستعداد مبكرًا في الوقت الذي من الممكن أن يتضاعف فيه هذا العدد خلال الأشهر المقبل،  علمًا أنّ معظم الجمهوريين يعتقدون بأنهم يجنون الأموال وعليهم أن يحافظوا عليها.
 
وبيّن سيان أنَّ "الديمقراطيين" يبلون بلاءً حسنًا فيما يتعلق بمساعدة المواطنين على عكس الجمهوريين مضيفًا أنه قلق بشأن الرعاية الصحية ويحاول مساعدة الأشخاص الذين ليست لديهم الفرصة لمساعدة أنفسهم.

 ومن ناحيتها فقد أبدت جونيتا التي تبلغ من العمر 24 عامًا وتعمل في مجال المبيعات استياءها من قتل مواطن أعزل من السود على يد الشرطة في ولاية بالتيمور بخاصة بعد تصويتها في الانتخابات لصالح أوباما، مضيفة أن التركيز لابد أن ينصب أكثر على الفقراء لأن الأغنياء لا يكافحون بنفس الطريقة التي يكافح بها الفقراء.

وأضاف بائع المستلزمات الكهربائية آنتوني جيفرسون (29 عامًا) أنَّ هناك الكثير من العنصرية لم يعتقد المواطنون بأنها من الممكن أن تحدث ولكنها تحدث والآن يمكن رؤيتها بشكل واضح، مشيرا إلى أنَّ هناك عام على الأقل قبل عرض المرشحين برامجهم في ولاية كارولينا الشمالية.

ولفت جيفرسن إلى أن المحادثات مع أقرانه قادته إلى الاعتقاد بأن الناخبين متحمسون للمرشحة هيلاري كلينتون، مضيفًا أن هذا الحماس بسبب كونها خطوة كبيرة لأن يكون رئيس الولايات المتحدة الأميركية سيدة، في حين صنف الاقتصاد كأحد الأولويات الكبرى.

 ونوّه بأنه سيكون في صالح المرشحين تناول معالجة قضايا مثل العدالة الجنائية ووحشية الشرطة، فهناك الكثير من العنصرية والتي لم يكن يعتقد المواطنون بأنها قد تحدث ذات يوم إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي توضح الآن ما يجري في الواقع وهو الأمر الذي يمثل مشكلة بالفعل.

وقد ركزت كلينتون الخميس في أول خطاب رئيسي لحملتها الانتخابية في جامعة كولومبيا في نيويورك على إصلاح نظام العدالة الجنائية في أعقاب أعمال الشغب في بالتيمور وهو الأمر الذي يمثل حساسية كبيرة لها في ظل ارتفاع عدد السجناء من السود في عهد زوجها بيل كلينتون الذي كان يتولى رئاسة الولايات المتحدة الأميركية ليشهد زيادة تفوق الخمسين في المائة إلا أن هيلاري لم تتناول الحديث عن زوجها في خطابها الذي دعت فيه إلى ضرورة وضع حد لعهد السجن الشامل، كما دعت إلى وضع كاميرات على ملابس رجال الشرطة.