القاهرة ـ مصر اليوم
البيت هو مكان وجود القلب.” قد تكون العبارة السابقة هي أصح المقولات المأثورة عما يمثله البيت لنا، وقد نحمل مشاعر متناقضة بين الحين والآخر تجاه منازلنا بالتأكيد، وقد نشعر بسعادة عارمة بمجرد مغادرته إلى العالم الخارجي، لكننا بشكل شبه دائم نشعر بسعادة مماثلة عند العودة إليه في نهاية اليوم. هذا لإن بيتك ليس فقط المكان الذي تعيش فيه – وإلا يعد مجرد عقار تسكنه كأي عقار آخر – بل أنه المكان الذي يمنحك شعور بالراحة والأمان ليس من الممكن أن تجده في أي مكان آخر. وفي هذا الصدد، أحد أهم الأشياء التي قد تؤثر على مزاجك وراحتك داخل بيتك بشكل سلبي هى درجة الإضاءة الطبيعية القليلة به أو عدم تمكنك من إدخال المزيد من ضوء الشمس إلى منزلك.
وإدخال ضوء الشمس إلى منزلك ليست فقط عملية مفيدة لك من الناحية المادية إذ أنها توفر لك إستهلاك الكهرباء أثناء النهار، بل أنها مفيدة جداً من الناحية المعنوية كذلك. فإضاءة مكانك بإستخدام ضوء النهار الطبيعي يساعد على منح منزلك شعور بالدفء والسكون والراحة دائماً ما تكون بحاجة إليه خاصة في الصباح لكي تبدأ يومك ببداية جيدة.
في هذا المقال، سنطرح لك بعض الخطوات والنصائح التي يمكنك إتباعها لتتمكن من إدخال المزيد من ضوء الشمس إلى منزلك لمساعدتك على أن جعل منه بيت الأحلام لك ولأسرتك:
أقرأ أيضًا:
أخطاء تقعين فيها عند ترتيب مطبخكِ عليكِ تجنّبها
تقييم الوضع الحالي:
من المعروف أن الخطوة الأولي يجب القيام بها عند حل أي مشكلة أو تغيير وضع ما هو معرفة مدى جودة أو سوء الوضع الحالي. ومن المؤكد أن كل غرفة من غرف منزلك تتعرض لإضاءة الشمس بشكل مختلف كلياً أو جزئياً عن بقية الغرف.
لهذا، وقبل أن تتخذ أي خطوة نحو إدخال المزيد من ضوء الشمس إلى منزلك عليك أن تقوم بجولة سريعة داخل كل أركان وغرف منزلك لتحديد أي من هذه الغرف تتعرض لنور الشمس بدرجة كافية وأي منهم تحتاج المزيد من الإضاءة الطبيعية. بهذه الطريقة، ستسطيع ترتيب أولوياتك ومعرفة أي جزء من أجزاء بيتك يحتاج عمل أكثر من الآخر طبقاً للميزانية التي حددتها للأمر ولأي تجديدات واجبة.
دور الأرضيات:
الخطوة التالية هي أن تتفقد أرضيات منزلك وكيف تشارك أو تؤثر في درجة إضاءة منزلك الطبيعية ويعتمد هذا على عدة عوامل. مثلاً، هل تستعمل أرضية خشبية داكنة أو أرضية سيراميكية؟ هل تفضل ترك الأرضية عارية أم أنك تفضل تزيينها بسجادة؟
إذا كنت تستعمل أرضيات (خشبية أو حجرية أو سيراميكية)، فعليك مراعاة تنظيفهم وتلمعيهم بشكل مستمر وثابت بين كل حين والآخر لكي يساعدوا في تحسين إضاءة الغرفة بدلاً من تصعيب الأمر. على الجانب الآخر، إذا كنت تفضل إستخدام السجاجيد، فحاول أن تكون إختياراتك دائماً للألوان الخفيفة أو الفاتحة وإبتعد عن الألوان الداكنة التي تمتص الإضاءة.
تأثير المرآة:
ونقصد هنا تأثير الأدوات ذات الأسطح اللامعة بشكل عام على درجة إضاءة منزلك. وأسطح المرآة هي أبرز مثال على هذا، لكنها ليست المثال الوحيد. وقد لا يؤثر هذا بشكل مباشر على إمكانيتك على إدخال المزيد من ضوء الشمس إلى بيتك لكنه بالتأكيد يؤثر على إستغلالك لهذا الضوء داخل جدرانك.
كلما إزداد عدد الأدوات وقطع الأثاث ذات الأسطح اللامعة في منزلك، كلما إستطعت تحسين درجة الإضاءة الطبيعية لبيتك. فإضافة القطع والأدوات اللامعة إلى غرف منزلك خاصة تلك ذات الإضاءة الطبيعية الضعيفة سيساعد في توزيع الضوء بشكل أفضل وأكثر كفاؤة ليمنحك أفضل نتيجة ممكنة من كمية ضوء الشمس المحدودة التي بإستطاعتك أن تدخلها.
التخلص من حواجز الضوء:
على الرغم من أن وجود حديقة أمام المنزل الخاص بنا هو أمر جميعنا نحلم به، لكن يجب أن نضع بعين الإعتبار أن فروع الأشجار والنباتات قد تنمو لتصبح حاجزاً يمنع دخول ضوء الشمس إلى منزلك بسبب كثافتهم وتداخلهم.
لهذا، إذا كنت تمتلك حديقة منزلية، فمن الأفضل أن تقوم بتقليم وتهذيب الأشجار والنباتات بين كل فترة والأخرى حسب معدلات نموهم لكي تكون هناك نافذة مناسبة في الحاجز الأخضر تسمح بدخول أشعة الشمس.
على ذكر النوافذ، وعلى عكس الغرض الأساسي من إستعمال الحواجز الزجاجية، قد يصبح زجاج نوافذك وأبوابك عائقاً يمنعك من إدخال المزيد من ضوء الشمس إلى منزلك إذا كان متسخ أو ملطخ. لهذا، عليك أن تحرص على تنظيف وتلميع الأسطح الزجاجية في منزلك بشكل منتظم للسماح بدخول أشعة الشمس إليه. ومن الأفضل إذا قمت بتركيب نوافذ كبرى لإدخال كمية أكبر من الضوء.
من ناحية أخرى، قد تمثل النوافذ الكبرى أو الكثيرة مشكلة خصوصاً في أوقات الصيف بسبب درجة الحرارة المرتفعة لكن حل هذه المشكلة بسيط فيمكنك أن تقوم بتركيب ستائر خشبية على النوافذ تستعملها وقتما شئت.
اختيار الألوان:
مثل إختيار أرضيات المنزل، إختيار نطاق الألوان لقطع أثاث منزلك ولجدرانه وديكوراته لا ثؤثر بشكل مباشر على مقدرتك على إدخال المزيد من الضوء الطبيعي إلى منزلك، لكنه بالتأكيد له دور فعال في توزيع وإستغلال هذا الضوء داخل منزلك. بالإضافة إلى ذلك، فإن الألوان التي تستعملها في مكونات بيتك تؤثر على حالتك المزاجية والجو العام للمكان بالتأكيد.
لهذا، فمن الأفضل أن يكون نطاق الألوان المستعمل في منزلك يضم الألوان الخفيفة والفاتحة لأنها تساعد على عكس وإظهار والإضاءة الطبيعية بشكل أفضل بكثير من الألوان الداكنة كما أنها تجعل الجو العام للبيت أفضل بشكل عام.
إذا كنت من هواة إستخدام الألوان الداكنة في دهان جدران منزلك، فننصح في هذا بإستخدام أدوات وإكسسوارات وقطع أثاث بها ألوان فاتحة حيث أن هذا التباين من شأنه أن يجعل شكل منزلك أجمل بكثير.
ختاماً، لا تستهن أبداً بالتأثير الذي يمكن لمدى سوء أو جودة درجة إضاءة منزلك الطبيعية أن تتركه على المكان وعلى نفسك ومزاجك العام. هناك العديد من الإجراءات السهلة والفعالة في نفس الوقت التي يمكن إتخاذها ليس لكي تتمكن من إدخال المزيد من الضوء إلى منزلك فقط، بل أيضاً لكي توزعه على أرجاء منزلك بشكل جيد. وكل هذا بالتأكيد يبدأ بالمحافظة على نظافة وترتيب منزلك.
وقد يهمك أيضًا:
أمجد شمعة يوضح دور الإضاءة في ديكور المنزل
نصائح لاختيار أنسب الألوان والديكورات لتجديد منزلك "المُمِل"