باريس ـ مارينا منصف
تتنوع المنازل الرحالة أو المتنقلة من حيث الأشكال والأحجام، بداية من الخيام المتواضعة إلى المنازل المجهزة تجهيزًا كاملًا ذات التكنولوجيا الفائقة والتي تنتقل على عجلات.
وتشير كلمة "ترحال" قديمًا إلى ممارسة التحرك للبحث عن النباتات والتنقل مع المواسم. وعاش البشر أسلوب حياة الرحالة منذ القدم ما يقرب من 99 في المائة من بداية الحياة على الأرض، وعلى الرغم من أن التقليد البدوي يختفي تدريجيا، فإن العديد من المجموعات ما زالت تختار ممارسة ذلك من أجل المتعة.
ويكشف الكاتب الرائد والمعماري المعاصر فيليب جوديديو، في كتابه الجديد، بعض الأمثلة الأكثر استثنائية من المنازل المتنقلة في العالم، من منزل طافٍ لمواجهة الفيضانات إلى منزل صغير مكتفي ذاتيا يمكنه أن يمشي -حرفيا- من مكان إلى آخر في الشوارع، نستعرض بعضا منها في التقرير التالي...
المنزل العائم
قام المعماري اللندني كارل ترنر بتطوير منزل طافٍ مسبق الصنع، لم يتم تصميم هذا المنزل الطافي الذي وصف على أنه "جزء منزل وجزء قارب" لأي موقع خاص ولكنه صمم ليكون حلاً لمشكلة الفيضانات وزيادة خطرها في أجزاء كثيرة من العالم بسبب الاحترار العالمي.
يتألف التصميم من منشأ خفيف الوزن والذي يقول فريق التصميم أنه يمكن أنه تم إنشاؤه على الأساسات الكومية التقليدية كما يمكن ان يبنى فوق "صينية" من الإسمنت ستسمح له بالطفو في حال الفيضان، بالاضافة إلى انه صديقا للبيئة حيث يجمع مياه الأمطار في خزان على شرفة السطح وبه مجموعة من الألواح الشمسية متكاملة على الجدران.
منزل الغابة المتحرك
هذا المنزل الفاخر مبني على عجلات في جنوب سنودونيا، ويلز، بالمملكة المتحدة، الذي يلعب دورا هاما لتشجيع السياح لاكتشاف الجمال الطبيعي للمنطقة. في الأصل كان من المقرر أن يبنى المنزل على سيقان عالية فوق الأرض، وتم تصميمه من قبل فريق لندن " Francis & Arnett" ويتكلف فقط 11،000 جنيها استرلينيا.
الهيكل، الذي بني من الخشب الأسود والصلب، يهدف إلى ان يتشابه مع البيئة المحيطة من الغابة، والذي يمتزج مع المناظر الطبيعية.تسمح المناور للمقيمين بالاستمتاع بالغابة والسماء من منطقة الفراش المصنوعة من الجلد المبطن في المناطق الداخلية ويوجد موقد للحطب ومنطقة استحمام.
غرفة تحت الماء
تتميز غرفة مانتا وندرويتر التي تضم ثلاثة طوابق بغرفة نوم تحت الماء توفر إطلالات 360 درجة على الحياة البحرية، مع أضواء كاشفة لجذب الحيوانات مثل الأخطبوطات.
يقع منتجع "مانتا" قبالة ساحل جزيرة "بيمبا"، ويشكل جزءاً من أرخبيل زنجبار.تضم كلّ غرفة سريراً محاطاً بعدد من النوافذ الزجاجية الشفّافة، ما يسمح للنزيل بالمتعة في مشاهدة الحياة البحرية، بما فيها الشعاب المرجانية.هناك صالة وحمام على سطح السفينة وصالة أخرى على السطح. ومن المفاجئ أن هذا الفندق المستدام حصل على جائزة الابتكار السياحي في عام 2016.
منزل الخيمة المعلقة
يوجد في لندن ويبلغ وزنه الوزن 10 كجم فقط ولكنه يمكن أن يتحمل اوزان تصل إلى 400 كجم، تم تعليقه على الأشجار ويأتي في مجموعة متنوعة من التصاميم والألوان، وعلى عكس العديد من الخيارات البراقة، لا يتكلف سوى حوالي 300 دولار.
مصنوعا من البوليستر والنايلون، ويمكن إعداده في أقل من 15 دقيقة ويتم دعمه بالأشجار ومجموعة من احزمة الأمان. كما يأتي بحماية ضد الماء كما ان سقفه مصنوعا من شبكة مكافحة للحشرات.
منزل إكوكابسول
منزل صغير آخر قابل للاستدامة ذاتيا، تم تصميم الشكل الإهليلجي إكوكابسول الجمالي لجمع أكبر قدر ممكن من مياه الأمطار والندى قدر الإمكان مع تقليل فقدان الطاقة.
يطلق عليه كبسولة رولينج ستونز، وتتميز جدرانه المجوفة بخاصية العزل الحراري لاستخدامه في البيئات المتجمدة القاسية. في حين أن حجمه صغير الا انه يناسب أيضا البيئات الحضرية ويمكن وضعه بسهولة على السطح.
الخيمة المستقلة
وقد تم نقل مفهوم عدم ترك أي أثر إلى مستوى جديد مع خيمة ذاتية التحكم القابلة للنقل، والتي تحتوي على سرير بحجم كبير ومدفأة غاز وحمام مجهز تجهيزا كاملا.
يقع في منتجع تريبونيس البوتيكي في بيغ سور، كاليفورنيا، ويقدم المعيشة ذات المخطط المفتوح وسقف عال.
المنزل الماشي
نجح فريق بحثي من الولايات المتحدة والسويد والدنمارك في تصنيع منزل متنقل مغاير لمفهوم المنازل المتحركة، التي يمكن تحريكها ونقلها من مكان إلى آخر من خلال المركبات أو العربات أو حتى الرافعات.
وتمكن الفريق من ابتكار وسيلة أخرى لنقل تلك المساكن، فضلاً عن كون المنزل نفسه مبتكراً،
وتبنّى الفريق الذي عمل تحت مظلة شركة "ان فيفتي فايف" طريقة جديدة في هذا المسكن بواسطة قوائم هيدروليكية، حيث يمكن أن يمشي من مكان إلى آخر في الشوارع، بل في مقدروه التنقل حتى في المناطق الوعرة، ويعد هذا النوع من المنازل صديقاً للبيئة، إذ يكاد يكون تأثيراته معدومة.
ويبلغ ارتفاعه حوالي 3 أمتار ويبلغ عرض المنزل 3.5 متر، بينما طوله 3.72 متر، ويبلغ وزنه 1200 كيلوغرام، وسرعته القصوى 60 متراً بالساعة، والمنزل مزود بنحو 12 محركاً يدعم حركته.وتتحرك قوائم المنزل الست المصنوعة من الصلب وتثبت في الأرض بإطارات تقليدية، فيما يتسع المنزل لأربعة أشخاص.
ويستخدم هذا المنزل الرياح والطاقة الشمسية لتوليد ما يكفيه من الطاقة، ويتكون من صالة لاستقبال الضيوف ومطبخ وغرفة وحمام وسرير وموقد وجهاز كمبيوتر للتحكم بأرجله ونقله من مكان إلى آخر حسب الحاجة.