كنيسة سان ميشيل

لا نجد وصفا مناسبا لهذه الطرق القديمة في جميع أنحاء أوروبا غير أنها "طرق الحج المقدسة"، فقد نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، صورا لمناظر طبيعية التقطها المصور والكاتب ديري برابس من هاروجيت، يوركشاير، في شمال شرق إنجلترا لمسارات المشي خلال الحقول، وفوق التلال الجبلية وداخل الكنائس السحرية.

واشار ديري برابس إلى عشرة طرق تاريخية تمثل طرق الحج المقدسة في أوروبا وبريطانيا من خلال كتابه "طرق الحج العظمى في بريطانيا وأوروبا"، والتي تمثلت في طريق سانت كوثبرت - 62 ميل على طول الحدود الاسكتلندية من دير ميلروز إلى جزيرة ليندسفارن وطريق فيا بودينزيس - 460 ميل - يمر عبر فرنسا من لي بوي-إن-فيلاي إلى سان جان بييه دو بورت.

يذكر ان طريق كامينو فرنس الذي يبدأ في سان جان بييه دو بورت جنوب غرب فرنسا وينتهي في سانتياغو دي كومبوستيلا في منطقة جاليسيا الاسبانية هو من الرحلات الصعبة حيث يصل طوله إلى 484 ميلا والذي يأخذ أكثر من شهر لإكماله، كما أن طريق فيا دي لا بلاتا المتعرج من إشبيلية إلى أستورغا، على قدم المساواة في الصعوبة، والذي يصل طوله إلى 460 ميلا.
من جانبه قال برابس لصحيفة "ديلي السفر" انه لم يكن لديه وقتا كافيا لاستكمال الطرق في الموعد النهائي الذي حدده، وأضاف انه قبل أن ينطلق إلى مواقع مختلفة، اضطر إلى القيام بـ"الكثير من البحوث المكثفة" من أجل التقاط الصور لأهم المعالم المعمارية والمناظر الطبيعية من كل رحلة إلى عدد محدود من الصفحات المخصصة لكل فصل، وتابع المسافر: "الحج في أوروبا يزدهر على نطاق واسع حيث ان العزلة لأيام أو أسابيع على الطرق يمكن أن يكون لها تأثير عميق بشكل مدهش على أولئك الذين اعتادوا على حياة المدينة والتكنولوجيا على مدار 24 ساعة".

في عام 1990 سجلت الكاتدرائية في سانتياغو دي كومبوستيلا أقل من 5،000 حاج: اليوم هذا الرقم وصل إلى 200،000 على الأقل في السنة. كما يعد طريق فيا فرانسيجينا أبرز إضافة إلى عصر مجدد للحج فهو طريقا يمتد من خلال سويسرا وإيطاليا.

يبدأ القسم الايطالي في القمة القاتمة لممر سانت بيرنارد العظيم حيث لا يزال هناك مسكن يلبي احتياجات الحجاج المارة قبل التوجه الى روما من خلال بعضا من اهم المناطق الريفية في ايطاليا التي تتخللها مدن وقرى من القرون الوسطى، كما ركز كتاب برابس السابق "الطريق إلى سانتياغو" على طريق "كامينو" عبر فرنسا وإسبانيا إلى سانتياغو دي كومبوستيلا، ولكن في كتابه قام بالتوسع في هذا الموضوع.وقال انه اذا تمكن من استعراض إحدى طرق الحج فانه سيختار جزءا من طريق فرانشيجينا الذي يمتد من الحدود الفرنسية السويسرية إلى ايطاليا عبر ممر غراند برنارد.

وقال برابس عن الطريق: "انه يمتاز بالعمارة المجيدة، على طول بحيرة جنيف وتمرير جبال الألب المدمر من قبل عدد لا يحصى من الحجاج في طريقها إلى روما، فيما تشمل طرق الحج الأخرى التي وردت في كتابه، ليس تشيميس دو مونت-سانت-مايكل، وفيا كولونينزيس، ومونشنر جاكوبسويغ و فيا دي فرانشيسكو، علمًا أن كتاب "طرق الحج العظمى في بريطانيا وأوروبا" الذي نشرتها دار فرانسيس لينكولن، يصل بسعر 30 جنيهًا إسترلينيا للسوق ومتاح للترتيب المسبق قبل أن يصل للرفوف في 26 أكتوبر/تشرين الأول.