قناة "Lemaire"

تعد قناة "Lemaire" في القارة القطبية الجنوبية أجمل مكان على الأرض، ويقول جون اوكيلان، محرر السفر لدى صحيفة "تلغراف" البريطانية عن رحلته الأخيرة للقارة الجنوبية "بالنسبة لي قناة Lemaire ليست كأي مكان آخر، إن الطريق إلى هذه الوجهة الرائعة من القناة وهي ممر مائي رفيع مليء بين شبه جزيرة كييف في غراهام لاند في البر الرئيسي وجزيرة بوث، يُعرف باسم فجوة كوداك، وعزز رحلتي الأولى إلى هناك والتي تعد من أجمل الرحلات التي قمت بها حتى الآن".

ويضيف عن رحلته: كنت واحدًا من 26 ضيفًا فقط في رحلة للقارة القطبية الجنوبية لمدة أسبوع على متن السفينة "ليجيند"، وهي سفينة جليدية روسية سابقة تم تحويلها إلى يخت ممتاز بطول 254 قدم (77 متر)، وهي الآن متاحة للإيجار. مع سينما خاصة بها ومغطس في الهواء الطلق ومنتجع صحي وصالة ألعاب رياضية ومهبط للطائرات، وتأتي بجميع التجهيزات التي قد يحتاجها الملياردير لقضاء أسبوع وحده حول جبال سانت بارتس أو سان تروبيز، وخلال أيام الرحلة استطعنا بواسطة سفينتنا قطع أميالا من الجليد للوصول إلى مداخل مخفية تتجاوز قدرات اليخوت الأخرى والمأوى في كهوف صغيرة لا يمكن الوصول إليها بواسطة سفن الرحلات الكبيرة.

وواصل "بدأت رحلتنا في مدينة بونتا أريناس، في تشيلي التي كانت تعرف بمقابرها التاريخية والأضرحة المزخرفة وشواهد القبور للبحارة الصغار الذين فُقدوا منذ فترة طويلة في البحر، اليوم هذه المدينة المنعزلة هي نقطة انطلاق للسفن السياحية التي تبدأ رحلاتها إلى أنتاركتيكا، وتعبر الرحلة التي تستغرق يومين إلى شبه الجزيرة القطبية الجنوبية البحار لممر دريك، وقد تم تنظيم رحلاتنا بمساعدة من Eyos Expeditions، شركة سياحية تسهل رحلات اليخوت الفاخرة إلى المياه المعزولة".

وواصل "قد أبحرنا جنوبا، خلال مضايق حيث تقفز البطاريق أكثر من الماء، وسط الهضاب المتجمدة والجبال. واصلنا رحلتنا إلى Port Lockroy، وهي قاعدة بريطانية تأسست على جزيرة Goudier Island في عام 1944 والتي تستضيف الآن أربعة باحثين من اتحاد تراث القطب الجنوبي في كل صيف. قمنا بالاستحمام في المياه الساخنة وتناولنا وجبة إفطار طازجة من المعجنات والبيض.وفي أقصى جنوب العالم قمنا بجولة في أحياء السكان الأصليين، والجدير بالذكر انه في حوالي واحد ونصف ضعف مساحة الولايات المتحدة، تستقبل أنتاركتيكا 40.000 سائح فقط في السنة".

وقال اوكيلان "في طريقنا إلى قناة Lemaire، استيقظنا وسط أشعة الشمس الدافئة لنستمتع بالمناطق المحيطة بنا، قبل ركوب قوارب زودياك لاستكشافها. ربما الحياة هنا مقفرة وتخلو من التجمعات السكانية البشرية، لكن فيها زخم من نوع خاص فالحياة تدب على امتداد الساعات . فهناك الفقمات الباحثة دومًا عن الغذاء وطيور البطريق اللعوب التي ترصع السجادة البيضاء بلونيها الأسود والأبيض، ويمكن مراقبة البطريق عن كثب على شاطئ جورجيا الجنوبية حيث تنتشر بالآلاف، ويمكن لأي شخص أن ينضم لقائمة سياح القارة الجنوبية ولذلك لابد العثور على السفن السياحية العابرة المخصصة للتنقل في مناطق القارة الجليدية والمناسبة لميزانيتك كما يمكن الاستفادة من وسائل الاتصال والصيد وأنشطة أخرى تفتقر إليها القارة خاصة عندما تتعلق الأمور بحركة السياح، بسبب البيئة الدقيقة والحساسة جدًا".

تنطلق 90% من السفن إلى شبه الجزيرة القطبية مبحرة من أشوايا في الأرجنتين عابرة ممر دريك . وتقوم العابرات الأقل حجمًا بالعبور عبر طريق مختصرة مباشرة إلى شبه الجزيرة القطبية وغالبًا تكون نقطة الانطلاق من جزر شيتلاند، أما الرحلات الأطول فتنطلق من جزر أوركني الجنوبية وتنخفض عدد تلك السفن المغادرة من أستراليا أو نيوزيلندا لاستكشاف بحر روس الواقع في خاصرة القارة القطبي، وتبدأ الرحلات على متن السفن العابرة بسعر أولي يبلغ 4500 دولار لرحلة تستغرق 10 أيام، وفي العادة يمضي الركاب ثلاثة أيام وهم يبحرون عبر الجزر المحيطة بالقارة وشبه الجزيرة القطبية، ويستمتع الركاب خلال الرحلة بإقامة مريحة وفاخرة ودافئة وبالحمامات الساخنة على متن السفينة .

أما الرحلات التي تستغرق 20 يومًا تعبر السفينة خلالها عن طريق جزر الفوكلاند وجورجيا الجنوبية والجزر الفرعية قبالة القارة وشبه الجزيرة القطبية وتبلغ تكلفة هذه الرحلة 12750 دولارًا ويمكن الحصول على أعلى درجات الخدمة والراحة في مقصورات مرفهة بتكلفة 16 ألف دولار .

وينتمي مشغلو السفن العابرة جميعًا في الوقت الراهن للرابطة الدولية لمشغلي السياحة إلى القارة القطبية الجنوبية "IAATO:www .iaato .org" وهي مسؤولة عن الترويج للرحلات السياحية إلى القارة القطبية الجنوبية، ويحتوي الموقع المذكور أعلاه على كافة المعلومات منها بيانات خاصة بمشغلي الرحلات المفضلين، وهو في الواقع، موقع مهم جدًا بالنسبة للبدء في البحث عن شركة السفن المناسبة التي تسير سفنًا إلى القارة الجنوبية.