كيب تاون المدينة الجبلية الحديثة

تختلف كيب تاون عن أي مكان آخر في أفريقيا، حيث تفصلها عن بقية القارة حلقة من الجبال، وهي مدينة لامعة تتمتع بالمناظر الطبيعية الأخاذة، ولكن المناظر الجميلة ليست الشيء الوحيد الجيد في كيب تاون، حيث تمتلك الشواطيء ذات اللون الكاكي، وحقول الكروم، والمطبخ الرائع، والحياة الليلية المزدهرة، وبالطبع، جبل الطاولة المذهل. إن كيب تاون هي أكثر مدينة عالمية في جنوب إفريقيا، حيث تستضيف مزيجًا من الثقافات التي تساهم في موسيقى المدينة الانتقائية، وطعامها ومشاهدها الاحتفالية، ولكن لإدراك قيمة كيب تاون كما هي الآن بشكل أفضل، من الهام فهم ما مرت به المدينة، فلقد مرت بعقود من القمع العرقي والاقتصادي بسبب التمييز العنصري، وقد أدى ذلك إلى جرح كبير في المدينة يزور معظم السياح شواطيء كيب تاون الرائعة، ومطاعمها الحيوية، ولكن من يزورون زنزانة سجن نيلسون مانديلا على جزيرة روبن، أو يتابعون المعارض في متحف المقاطعة السادسة، سيرون أن هناك القليل من الكآبة في تلك المدينة ولتوفير النقود في كيب تاون، تقدم الكثير من وكالات إيجار السيارات مسافات غير محدودة مقابل تكلفة إضافية، ولكن إذا لم تكن تخطط للسفر في رحلة عبر أفريقيا الجنوبية كلها وتعود مرة أخرى، فيمكنك توفير الكثير من النقود عن طريق وضع حدود صغيرة لنفسك يوميًا. كما تُفرض ضريبة قيمة بنسبة 14% على معظم المشتريات في كيب تاون، ولكن يمكنك استعادتها في جمارك المطار، ولكن تأكد من حصولك على فواتير لكافة مشترياتك. ومن الضروري تذوق النبيذ المحلي في كيب تاون، ولكن عليك أن تتوقع دفع المزيد من النقود مقابل الزجاجة في المطعم أكثر من متجر النبيذ، وبالطبع ستدفع ضريبة مقابل ذلك، ولكن يمكنك توفير النقود إذا جلبت المشروبات الخاصة بك. ويتفق الكثير من المؤرخين أن كيب تاون تدين بوجودها لجبل الطاولة، فهو الجبل الذي جذبت تيارات مياهه النقية المستكشفين الأوروبين، لكي يستقروا هنا في البداية. ففي عام 1652، حين قام المسؤول الاستعماري الهولندي جان فان ريبيك بتأسيس ميناء بحري هنا لشركة الهند الشرقية الهولندية، كانت تيارات جبل الطاولة قادرة على تحمل عدد السكان المتزايد، وكنتيجة لذلك، أصبحت كيب تاون أول مستعمرة أوروبية في جنوب أفريقيا، وعلى مدار السنين، كبرت كيب تاون لتشمل عشرين ألف من المستوطنين الأوروبيين، وخمسة وعشرين ألفًا من العبيد، من مناطق مثل جافا ومدغشقر وغينيا. وحين استولى الأوروبيون على المدينة في نهاية القرن الثامن عشر، جلبوا عمالاً إضافيين بالإجبار من سيلان والهند والفلبين، ومحوا السكان الهنود الذين كانوا يرعون الماشية على طول الساحل. ولا يزال هذا المزيج من الثقافات في كيب تاون، لكن التعايش لم يكن سهلاً أبدًا، وعلى الرغم من انتهاء التمييز العنصري في التسعينيات، إلا أن الندوب باقية. فإذا تجولت خارج وسط كيب تاون، ستكتشف أحياء تتألف من الأكواخ المؤقتة والسكان المكافحين، ويظل الفقر والجريمة والمرض وإدمان المخدرات مشاكل اجتماعية شائعة، برغم أن الكثير من السياح لا يرون تلك الآلام في المناطق النامية في كيب تاون، إلا أن رحلة واحدة إلى أحد تلك الأحياء المهمشة تذكرك بأن المدينة لا يزال أمامها طريق طويل للشفاء. وفي وسط مدينة كيب تاون ليس عليك القلق كثيرًا بشأن الأمان، برغم أن السرقة شائعة، لذا حافظ على متعلقاتك الشخصية، وفي الحقيقة فقد استفاد الزوار من وجود الكثير من الجنسيات المختلفة، حيث يتم التحدث بالعديد من اللغات المختلفة، بما في ذلك اللغة الأفريقية، ولكن يتحدث الكثير من السكان بالإنكليزية. وقد أثرى التقاء أساليب الحياة المختلفة موسيقى كيب تاون ومطبخها، حيث تزدهر موسيقى الجاز هنا، كما ستجد المطاعم التي تقدم أي شيء من الطعام الإيطالي وحتى السوشي. يذكر أن العملة الرسمية في جنوب أفريقيا هي الراند، وهو يعادل حوالي 13,0 دولارًا أميركيًا، ولا تُقبل الدولارات الأميركية في مؤسسات كيب تاون. لذلك عليك الحصول على العملة المحلية.. .