العاصمة السياسية للولايات المتحدة واشنطن

واشنطن – رولا عيسى تمر العاصمة السياسية للولايات المتحدة واشنطن بحالة من الغليان جراء المناظرات التي يجريها مرشحو الرئاسة، والمحاولات المستميتة التي يقوم بها رجال مجلس الشيوخ الأميركي من أجل الحفاظ على مقاعدهم، حيث تستقبل واشنطن موسمًا سياسيًا ساخنًا مرة ثانية، وتتوجه الأنظار من جميع أنحاء العالم إلى واشنطن، وهي المدينة التي يقيم بها 65000 نسمة، والتي يعتقد الجميع أنها لا زالت تحكم العالم. وبشأن هذا الوضع يقول الكاتب الأميركي غور فيدال "إن الأمر لا يتجاوز كونه عرض مسرحي يملؤه القبح، إلا أن المرء سوف يجد نفسه في حيرة أثناء محاولة التمييز بين أنواع القبح في واشنطن". أما نظرة شباب واشنطن فتختلف عن ذلك، حيث يرون واشنطن من زاوية مختلفة، و يعتقدون أن ازدهار المدينة بالأعمال هو السبب في جاذبيتها للشباب من جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث يوجد في واشنطن وحدها 3% من إجمالي فرص العمل الأميركية. ومن جهة أخرى، ترى بين الحين والآخر الطائرة العمودية الرئاسية تغادر المهبط المخصص لها فوق سطح فندق واشنطن لتهبط في البيت الأبيض على بعد مئات الياردات من الفندق، وهنا يكتمل المشهد بمزيج من السلطة والمال، وهو المزيج الذي يحكم العاصمة الأميركية. كما يمكن للزائر التجول في منطقة يو ستريت العامرة، التي جرت العادة على تسميتها "بلاك برودواي" أو "هوكر ألاي"، وهي المنطقة التي كانت مرتعًا للعاهرات اللاتي انتشرن في شارع 13. كما تعتبر المدينة مسقط رأس عدد من أشهر الفنانين الأميركيين من أصول إفريقية، من أمثال ديوك إلينغتون ومارفن غاي و يمكن تناول وجبات اللحوم الشهيرة التي تميزت بها المدينة منذ عام 1905، والتي تقدمها الحانات المشهورة هناك، حيث تقدمها بمذاق ميتباكينغ بينويورك المعروف بصناعات حفظ اللحوم. و يتناول رواد هذه الحانات الصغيرة في واشنطن أنواع اللحوم الفاخرة على نغمات موسيقى الجاز بأسعار في المتناول. إضافةً إلى المزيج الخاص الذي توفره واشنطن لزائريها، والذي يجمع بين التعقيد الذي تتسم به دنيا المال والسلطة والبساطة التي تتمتع بها شوارعها وحاناتها، هناك أيضًا خبرات ثقافية لابد للزائرين من المرور بها حتى تكتمل المتعة بالرحلة إلى العاصمة الأميركية، حيث يوجد في المدينة مجمع متاحف سميثسونيان، الذي يحتوي على 19 متحف وحديقة حيوان، من أهمها متحف الجو والفضاء الذي يعرض طائرة الأخوان رايت، ونموذج لـ أبولو 11 المركبة الفضائية التي عاد على متنها أول رائد فضاء يصعد إلى القمر. و ننصح الزائر أيضًا بمتحف نيوزيام المتخصص في تاريخ الصحافة المطبوعة والإذاعية والتلفزيونية، حيث يجد نفسه بجوار صور فوتوغرافية لكابيتول هيل، الذي يتواجد به مبنى مجلس الشيوخ، والإمساك بالميكروفون لقراءة النشرة الإخبارية كما كان يفعل دان راذر وكيت كوريك لسنوات طوال، كل ذلك مقابل 8 دولارات (5 جنيهات إسترلينية). ويمكن الاستمتاع بتناول قطع الستيك في مطعم بورترهاوس بين أعضاء مجلس الشورى والشخصيات العامة بمبلغ يبدأ من 89 دولارًا (55 إسترليني) مقابل عشاء لفردين. وكما تجعلك نيويورك قريبًا من عالم المال وتجعلك لوس أنغليس قريبًا من نجوم السينما العالميين، تجعلك واشنطن قريب جدًا من عالم السلطة. فالزائر لواشنطن يجد نفسه محاصرًا بالتاريخ السياسي للولايات المتحدة في كل مكان يتوجه إليه. وهناك متحف ويللارد، حيث تم تنصيب إبراهام لينكولن رئيسًا للولايات المتحدة، وهو أيضًا نفس المكان الذي ابتكر فيه الرئيس الأميريكي رقم 18 يوليسيس إس غرانت مصطلح "أصحاب التكتلات"، وكتب فيه مارتن لوثر كينغ خطابه الشهير "I Have a Dream".