لندن ـ ماريا طبراني
تُشبه محلات الأزياء الفاخرة في بعض الأحيان المتاحف أكثر مما تشبه متاجر عادية في الشوارع الرئيسية، وذلك لارتفاع أسعارها وخصوصية أجوائها، ومتجر فيكتوريا بيكهام على وشك طمس الخطوط بين الفن والتجارة أكثر من ذلك، مِن خلال وضع مجموعة مختارة من لوحات الفنانين القدماء بمتجرها الرئيسي في لندن.
متجر فيكتوريا بيكهام يستضيف معرضًا مؤقتًا للفنانين القدماء
يستضيف متجر دوفر ستريت، الذي تمتلكه بيكهام، اعتبارا من الجمعة، معرضا مؤقتا للرسوم القديمة بالتعاون مع دار سوذبيز للمزادات، وهو أول تعاون من نوعه بالنسبة إلى دار المزادات، إذ لم يعرض من قبل أبدا أعمالا فنية في متجر بيع بالتجزئة، وسيشهد هذا المشروع، الذي يعد جزءا من معرض مايفير آرت ويك إند ، 16 لوحة من أعمال عمالقة الفنانين القدماء، مثل السير بيتر بول روبنز ولوكاس كراناخ، وستأخذ اللوحات مكانها المرموق وسط حقائب اليد والفساتين من مجموعات بيكهام لقبل الخريف.
تقول بيكهام: "اهتممنا، أنا وديفيد، بجمع الفن المعاصر منذ بعض الوقت، لكنّ أعمال الفنانين القدماء في الحقيقة شيء جديد بالنسبة إليّ، وشيء لا أعرف عنه الكثير، أنا أستمتع حقا بالتعلم عنه.. لقد كان مذهلا للغاية، أحب كيف تحكي هذه اللوحات قصة".
ليست أوّل مرة تتعاون بيكهام في مجال ثقافي
وفي حين قد يفترض البعض أن هذه المصممة الحائزة على جوائز لا شأن لها بعالم الفن، إلا أن تلك ليست أول مرة تتعاون بيكهام في مجال ثقافي، في عام 2015، كلفت الفنان مارتن كريد، الحائز على جائزة تيرنر، بإعادة إنتاج العمل رقم 2497: نصف الهواء في فضاء معطى، وهي غرفة مليئة بـ37 ألف بالون أبيض، في متجرها المصنوع من الخرسانة المصقولة، وفي وقت لاحق من ذلك العام، أعطت الفنان إيدي بيكي العنان لتصميم واجهة متجرها وجدار الدرج، الذي أغدق عليه بلوحة زهرية زرقاء تسمى كورغيتس.
تقول بيكهام: "عندما فتحت متجري لأول مرة، كنت أقول دائمًا إنني أرغب في استخدام المساحة لعرض أعمال الآخرين التي أجدها ملهمة، لكنني لم أظن أبدا أنني سأعرض عمل مثل هذا.. هذا حقا حلم أصبح حقيقة".
مجموعة فكتوريا وديفيد بيكهام من الأعمال الفنية تُقدّر بعشرات الملايين
تنطبق تسمية "الفنانين القدماء" على اللوحات التي رُسمت بين القرنين الثالث عشر والتاسع عشر، ويعدّ ذوق بيكهام أكثر حداثة، وكما صرحت فيكتوريا، فهي وزوجها هواة لجمع الأعمال الفنية التي يصنعها فنانون أحياء، فتقول: "الفن هو شيء نتمتع بالتعلم عنه معا، وكل قطعة تعني شيئا شخصيا لنا، لذا سيكون من الصعب جدا اختيار قطعة مفضلة".
وتُقدّر قيمة مجموعتهم الآن بعشرات الملايين من الجنيهات الإسترلينية، ومن المفهوم أن هذه الأعمال تشمل أعمال داميان هيرست وجيك وديانوس تشابمان، والمصور والمخرج السينمائي سام تايلور وود، الذي وُضعت صورته لديفيد بيكهام عام 2004 في مجموعة معرض الصور الوطنية.