واشنطن ـ مصر اليوم
الممثلة الأميركية والناشطة الإجتماعية أنجيلينا جولي، تختار اليوم مجال ليست بعيدة عنه وهو مجال الموضة وعالم تصميم الأزياء. هي المتألقة دائماً، والمحبة للطبيعة الأم، والحيوانات، والمدافعة الشرسة عن كل ما يخص الطبيعة والمجتمع، تختار اليوم خطاً في الموضة يشبهها وهو الموضة المستدامة. أعلنت جولي عن دارها الجديد Atelier Jolie، مخصص لتصميم الأزياء الصديقة للبيئة، الأزياء المستدامة. في خبرٍ نشرته جولي على صفحتها الخاصة في إنستاغرام، أعلنت عن علامتها التجارية الجديدة، والتي عبرت عنها أنها Atelier Jolie، خاص ومميّز للمبدعين، والخياطين الخبراء، والحرفيين من جميع أنحاء العالم. قومي معنا بجولة لنتعرف سوياً أكثر على هذا الخط الحديث في الموضة، كيف تطور وما هي خصائصه؟!
هي المشهورة بأناقتها، وحسن إختيارها لإطلالات لافتة ومميّزة، جريئة من حيث الستايل، وفريدة بأسلوبها الذي لا يشبه أحد. تتسم بالبساطة، الأناقة، وقد شبهت إطلالاتها مؤخراً بالإطلالات الإغريقية العريقة. تعددت مواهبها، فهي الممثلة الجميلة التي لعبت أهم البطولات في أفلام هولييود، هي المخرجة، الناشطة الإجتماعية، وسفيرة للنوايا الحسنة، نشاطاتها الإنسانية تعددت، كما أنها ناشطة في حقوق الحيوان، ومتابعة عن كثب لكل ما يخص الطبيعة، ومناهضة لأي حركة مبنية على حساب الطبيعة الأم. من هنا نستنتج أن دخولها في عالم تصميم الأزياء من هذا الخط، لم يكون من فراغ، فالأساسات معروفة، ودخولها مجال التصميم من باب الموضة المستدامة لم يكن مفاجأة.
هي الممثلة، التي تحث وتربي أولادها على فكرة الموضة المستدامة، فهي بمثابة تربية وقناعة ذاتية، وخوف على مستقبلنا من سيئات الموضة السريعة وتراكماتها المقيتة. في الآونة الأخيرة، لاحظنا إصرار جولي، على قيمة إعادة ارتداء الملابس القديمة وإعادة تدويرها، وذلك كان واضحًا، في العرض الأول لفيلميها Marvel ،Eternals، حيث ارتدت إبنتاها شيلوه وزهرة قطعاً من أرشيف والدتهما.
كما ذكرنا أطلقت النجمة أنجيلينا جولي دارها الخاصة، ناشرةً الخبر الذي سيثير حماس عشاق الموضة عبر حسابها على انستغرام، معلنةً عن المبدأ الذي ستتبعه، "مساحة للمبدعين وتعاون مع عائلات ماهرة ومتنوعة من الخياطين الخبراء وصانعي النماذج والحرفيين." فهذه الدار ستقوم برسالة إنسانية لمساعدة المجتمع، وبالمقابل سيكون للمستهلك دوراً مهما لأنه سينخرط في عملية التصميم الابداعية والصديقة للبيئة. علامة Atelier Jolie، تغطي كل الأزياء الخاصة بالمرأة الراقية والمحبة للتصاميم المتجددة.
ماذا يعني هذا المصطلح؟ ما هي الموضة المستدامة؟! أسئلة كثيرة تطرح اليوم، فهو تعبير حديث نوعاً ما، غير منتشر كثيراً، ولكن على كل شخص أن يتعرف على هذه الموضة وخطها، خصائصها، وبماذا تتميّز عن الموضة المعاصرة أي الموضة السريعة. الموضة المستدامة تسمى أيضاً بالأزياء الإيكولوجية، الأزياء الصديقة للبيئة، وهي فلسفة جديدة في عالم تصميم الأزياء، ونهج مختلف، من بداية تصنيع الملابس، إلى إختيار المنسوجات والأقمشة، وإعتماد مكونات قليلة التلوث، منخفضة الإستهلاك، بعيداً عن الكربون الذي قد يحرق الكوكب بمكامله. بالإضافة إلى ذلك هذا الخط هو نموذج أخلاقي بحد ذاته، لا يعتمد على الهدر بل على تصنيع أزياء تحت معايير أخلاقية شاملة، حفاظاً على البيئة نعم، ودعماً لليد العاملة التي تستهلك بالموضة السريعة بأسلوب لا أخلاقي، حيث يتم إستغلال اليد العاملة في مصانع النسيج الضخمة، للحصول على أجور غير عادلة، وفي ظروف عمل غير صحية وغير آمنة طبعاً.
هذا السؤال الذي قد يطرح نفسه، لماذا اليوم نسمع كثيراً عن هذا الخط وهذه الفلسفة، أولاً لنبدأ، أكثر من 100 مليون طن من نفايات المنسوجات مسدودة في مدافن النفايات كل عام، رقماً خيالياً ولكنه حقيقة. وفقاً لبعض الدراسات، مثلاً في إسبانيا وحدها يتم بيع أكثر من 80 مليون قطعة ملابس سنوياً، بينما يتخلص الفرد الإسباني وحده من أكثر من 15 رطلاً من الملابس في نفس الفترة الزمانية، وهذا أمر كارثي إذا ما قصناه على جميع الدول الأخرى. إذاً هذا هو الدافع الأساسي، وهو الحفاظ على البيئة، وإعادة التدوير للإبتعاد عن كل هذا التلوث الناجم عن مخلفات الموضة السريعة.
التغييرات المناخية والتلوث الكبير للكرة الأرضية، فرض الموضة المستدامة كحل وبداية لخط جديد، يخلصنا رويداً رويداً من أثار الموضة السريعة. فبات من الضروري إنتاج أزياء مناصرة للبيئة، في الوقت نفسه مواكبة لصيحات الموضة الرائجة في كل موسم من كل سنة. العمل على هذا النهج بات ضرورة قصوى في السنوات الأخيرة، بعد أن قدرت وكالة حماية البيئة في عام 2003 أن هناك أكثر من 10 ملايين طن من الملابس ونفايات الأنسجة تذهب هدراً.
من المتوقع أن تكون تصاميم أنيقة طبعاً، ولكن مريحة في نفس الوقت، فهي المرأة الناشطة والنافذة في المجتمع، فالإتجاه المتوقع لملابسها سيكون في الملابس الراقية الفساتين الكلاسيكية الراقية والأنيقة. من المتوقع أيضاً أن تكون ملابسها بعيدة عن عالم الإثارة، فهي تختار بإستمرار فساتين وإطلالات راقية كالأميرات، غريبة أحياناً، وأحياناً أخرى تعتمد تصاميم مريحة كالبدل الرسمية، والسراويل الواسعة المريحة. من الممكن أن يكون خطها مشابهاً لستايلها ولكن بالتأكيد سيكون مبني على أساسات صديقة للبيئة، مشجعةً على إعادة الإعتماد وإعادة التدوير، وهذا يمكن في إعتماد تصاميم كلاسيكية أكثر من أن تكون عصرية، كي تستطيع المرأة أن ترتديها وقت ما تريد دون الإلتزام بوقت أو زمن هذه هي "الموضة المستدامة". يمكننا أيضاً أن نستدل من خلال المنشور الذي نشرته جولي على صفحتها معلنةً الخبر، أن التصاميم ستكون Vintage نوعاً ما، من خلال الصورة والألوان المعتمدة، وهذا أيضاً متوقع كونها تعشق هذا الستايل في الإطلالات.
بعض من دور الأزياء العالمية، كانت مشجعة وواعية لمخاطر الموضة السريعة، فبعضها إعتمد جزءاً من خط الموضة المستدامة، أبرزها ستيلا ماكارتني التي لم تستخدم يوماً الجلود الحيوانية في تصاميمها، بالإضافة إلى المصممة المصرية ناديا نور التي تعتمد في تصاميمها على إختيار القطن العضوي، والحرير بالإضافة طبعاً إلى دار غابرييلا هيرست العالمي.
هذا الموضوع شغل الصحافة العالمية، وفرض نفسه وكان ذلك واضحاً في أسبوع الموضة الذي أقيم من فترة في لندن، من خلال منع المصممين من استخدام الفرو الطبيعي في تصاميمهم. العديد من دور الأزياء إلتزمت بهذا القرار، من بينها Burberry، Gucci، Versace، حيث كانت مجموعاتهم خالية كلياً من الفرو الحيواني الطبيعي. فيما قامت علامات أخرى أمثال Adidas وg-star باستخدام مواد قابلة للتدوير، كاستخدام عبوات بلاستيك تمَّ جمعها من نفايات البحر والمحيط، واستخدامها في صناعة الملابس.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :