القاهرة - مصر اليوم
«مش عارف أتحرك ولا أروح ولا آجي، مش عارف ألبس البنطلون»، كانت تلك هي الكلمات التي وصف بها الشاب الراحل محمود سمير، من المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، حالته، بعدما أصيب بسمنة مفرطة، تسبب في زيادة وزنه من 100 إلى 257 كيلوجرام خلال سنوات، حتى وصل به الحال أنه لا يستطيع الحركة بمفرده، وفقدَ عمله ووظيفته كأب وزوج، ليصبح على حد قوله: «لا يستطيع ممارسة حياته بشكل طبيعي»، لتبدأ رحلته مع العلاج.
وفي أغسطس وعقب نشر مأساته عبر جريدة «الوطن» استجاب الرئيس عبدالفتاح السيسي لحالته، وأمر بعلاجه على نفقة الدولة، كما أوصت وزارة الصحة بمساعدته صحيا، وقالت حينها الوزيرة الدكتورة هالة زايد، إن الرئيس وجَّه بسرعة علاج محمود، وهو ما تعمل الوزارة عليه الآن، مشيرة إلى أنه تم التواصل مع أحد كبار أساتذة جراحات السمنة في مصر لإجراء جراحة عاجلة له بمستشفى دار الشفاء على نفقة الدولة، مضيفة أنه تم التواصل مع الحالة وإرسال فريق كامل من المسعفين وإسعاف مجهزة، لنقل الحالة إلى المستشفى، لبدء تلقي العلاج اللازم على نفقة الدولة وفقا لتوجيهات السيسي.
ونقل «محمود» تحت إشراف الدكتور مجدي عوض، مدير هيئة الإسعاف بالغربية، من خلال تخصيص سيارة إسعاف لنقله للعلاج المباشر بمستشفى الدار الشفاء بالقاهرة، في مشهد ملئته لحظات مليئة بدموع الفرح على وجه «العشري» حال احتضانه نجله الأكبر «سمير»، الذي لم يتجاوز عمره 9 سنوات، والذي ظل يودع والده بتعلقه بيديه ورقبته وهو يردد عدة كلمات من بينها «ربنا يشفيك يا بابا ويحميك ليا واحنا عاوزينك تبقي صحتك بخير اطمن كلنا معاك». وعلى جانب آخر ظهرت «آية محمود»، زوجة مريض السمنة، وهي تساعده على الخروج من المنزل سيرًا على الأقدام حتي أبواب سيارة الإسعاف لنقله للعلاج بدار الشفاء بالقاهرة.
وفور وصول محمود سمير إلى القاهرة وإجراء الكشف عليه، شرح الدكتور خالد جودت، أستاذ ورئيس قسم جراحات السمنة المفرطة بطب عين شمس، تفاصيل الحالة الصحية له، قائلا: إن المريض يعاني من سمنة ثلاثية، وهي أعلى درجة في مستويات السمنة المفرطة، ويصاحبها مجموعة من المشاكل، وأضاف في تصريحات سابقة لـ«الوطن» أن «محمود» وزنه 257 كيلو ويعاني من وجود كتل شحمية، أثرت على حركته وتنفسه، مؤكدا أنه في البداية سوف يخضع لعلاج غذائي، لوجود خطورة على حالته؛ إذا بدأ العلاج مباشرة بالجراحة.
وأكد الدكتور خالد جودت، أن السمنة المفرطة التي يعاني منها محمود ناتجة عن الإفراط الكثير في تناول الطعام، إذا كان الإنسان الطبيعي جسمه يحتاج إلى 2000 سعر حراري فإن محمود كان يصل إلى 6000، وبالتالي انعكس هذا الأمر على حالته، مشيرا إلى أن أكثر المشكلات التي يعاني منها محمود كمضاعفات للسمنة هي مشكلات التنفس، وخاصة توقفه في أثناء النوم، ولا يستطيع التحرك فعند التحرك يعاني أيضا من صعوبة في التنفس، لكن عندما يجري العملية سوف تنتهي جميع هذه المشاكل، لذلك نحن نسميها سمنة مرضية.
وعرض «محمود» على أطباء التجهيز لمتابعة حالته وتجهيزه للجراحة، وفي نفس الوقت خضع لعلاج غذائي، وأجرى العديد من العمليات الجراحية، ومنذ ساعات توفي محمد سمير، المصاب بالسمنة المفرطة، عقب تدهور حالته الصحية فجأة، وعرض على أطباء القصر العيني بالقاهرة، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة، وسط أفراد عائلته، بمسقط رأسه في شارع الترعة بمدينة المحلة الكبري. وأعلنت مصادر مقربة من أفراد أسرته، أنه سيخرج من مسجد الششتاوي حتى مثواه الأخير بمقابر الأسرة، كما نعاه رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، متمنيين له في دعائهم الرحمة والمغفرة، ودخول جنان النعيم.
قد يهمك ايضا
مصر تُرحّب بإعلان وقف إطلاق النار في ليبيا وإنهاء العمليات العسكرية