الشيخ رمضان المالح

عُرف عنه الشهامة والمروءة، فهو مدرس أزهري وإمام وخطيب بالأوقاف المصرية، أحبه الكبير الصغير في منطقته، كان يلقبونه بـ"الشيخ والمعلم"، عًلم الكثير من الطلاب ولم يبخل على طالب علم يوماً، وحين رأى مشهداً قاسياً هو غرق أشخاص إثر انقلاب سيارتين فى ترعة، لم يتردد لحظة فى إنقاذ حياة الغرقى، سارع لإنقاذ الركاب غير مبالٍ بما سيحدث، ومات شهيداً صائماً بعد إنقاذه شخصين ومحاولته إنقاذ الثالث، ليترك فى قلب محبيه وذويه حزنا كبيرا وحسرة وآلما.

هو الشيخ رمضان المالح، البالغ من العمر 48 عاماً، والذي يعمل معلماً بمعهد فتيات كفر الشيخ الأزهري، حيث تصادف وجوده بالقرب من ترعة ميت يزيد بمدينة كفر الشيخ، أثناء سقوط سيارتين بركابهما وسائقهما في مياه الترعة، فقفز محاولاً إنقاذ الغرقى، وتمكن من إنقاذ اثنين وخلال محاولته إنقاذ الثالث لقى مصرعه، فتحولت صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، لدفتر عزاء من محبيه وأقاربه، وطلابه، غير مصدقين حتى الآن أنه لقى ربه.

"مات صائماً غريقًا ينقذ لهفان يستغيث"، بهذه العبارة نعى عبدالوهاب حجازى، أحد محبى الشيخ الراحل، المدرس الغريق، حيث دًون عبر صفحته الشخصية على موقع "فيس بوك"، قائلاً "حرفيا من أكتر الناس اللي حزنت عليها الشيخ، رحمك الله يا أخي، مات صائمًا غريقًا ينقذ لهفان يستغيث، يحصل حادثة أمام بيته عربيتين مع بعض العربيتين، يقعوا فى البحر يستغيث الناس، ينزل الشيخ رحمه الله، ينقذ الناس فينقذ واحد ويطلعه وينزل ينقذ التاني فيغرق لتكون النهاية، رجل يحفظ القرآن فهو من المتقنين فعلا يعني فى الحفظ عاش الحياة كلها للقرآن لتكون خاتمته بهذا الجمال، رضي الله عنك يا أخي ورحمك الله".

ساعات طويلة مرت على عائلة المالح، كالسنوات وهي تنتظر أن ينتهي الكابوس الذي فاجأهم بوفاة الشيخ الذى ولد فى الثالث من يناير عام 1972، ساعات انتظرت زوجته وأطفاله، اتصالاً لطمأنتها الا أنها تلقت خبر وفاته، هكذا يحى قريبه السيد المالح، "خسرنا شيخاً متعلماً مثقفاً، حنوناً وباراً باهله، كان إنساناً مؤمناً، خلوقاً، أحب الخير للجميع، فمات غريقاً ، نحتسبه شهيداً عند الله"، مؤكداً انه فقد شقيقته فى نوفمبر الماضى، وحزن عليها كثيراً لكننا لم نتوقع رحيله السريع.

ونعت مديرية الأوقاف بكفر الشيخ، برئاسة الشيخ سعد الفقى، وكيل الوزراة، الراحل، الذى عمل خطيب مكافأة بأوقاف شرق كفر الشيخ، وقالت فى بيان لها، "أغاث ملهوفاََ.. أنقذ غريقين.. وعاد لينقذ الثالث فمات، صائما، وغريقا، وختمت حياته بعمل من أفضل الأعمال "إغاثة ملهوف"، متابعة فى بيانها"اللهم ارفع درجته واكتب له أجر الشهيد واجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة.. لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بأجل مسمى فلنصبر ولنحتسب اللهم ارحمه واغفر له واجعل قبره روضة من رياض الجنة اللهم آمين يارب العالمين"

وكان اللواء محمود حسن، مدير أمن كفر الشيخ، تلقى إخطارا من اللواء هيثم عطا، مدير إدارة البحث الجنائي بالمديرية، بوقوع حادث انقلاب سيارتين بترعة ميت يزيد، وعلي الفور تم إخطار إدارة الدفاع المدني، برئاسة اللواء رضا عبدالحميد، مدير إدارة الحماية المدنية، حيث إنتقلت قوة من الإدار، وجرى انتشال جثة شاب يدعي "رمضان المالح"، مدرس بالأزهر، والذي قفز للمياه لينقذ ركاب السيارتين اللتين انقلبتا في الترعة.وجرى انتشال جثة "السيد إبراهيم السيد، 58 عاماً، موظف بمديرية التموين بالمحافظة، ومقيم بقرية الكراكات التابعة لمركز بيلا ، من مياه ترعة اسحاقة التابعة لمركز كفر الشيخ بعد جهود استمرت 13 ساعة من البحث إثر الحادث.

قد يهمك أيضا :

وزير الأوقاف يقدم واجب العزاء لأسرة الشيخين العجمي وهاني

  الأوقاف توضح حقيقة إلغاء صلاة الجمعة بسبب فيروس كورونا