باريس ـ أ.ف.ب
تستعد فرنسا لاستقبال الرئيس الصيني شي جينبينغ بحفاوة الاربعاء خلال زيارة دولة يقوم بها لثلاثة ايام وقد يوقع البلدان خلالها مجموعة من العقود الصناعية الكبرى. وصرح شي مساء الثلاثاء في ليون (وسط شرق) المحطة الاولى من زيارته ان "قدومي الى فرنسا (...) سيتيح العمل مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وغيره من المسؤولين الفرنسيين (...) من اجل التخطيط معا للمستقبل بحيث تحقق العلاقات بين الصين وفرنسا بفضل انطلاقة جديدة تقدما اكبر من السابق". وفي الوقت الذي تحتفل فيه بكين وباريس بمرور خمسين عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية بينهما، يستقبل شي مع زوجته بينغ ليوان بحفاوة الاربعاء في باريس مع عشاء رسمي في قصر الاليزيه وحفل موسيقي الخميس في قصر فرساي. وبدات العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والصين في 27 كانون الثاني/يناير 1964، عندما كان الرئيس الفرنسي الراحل الجنرال ديغول اول مسؤول غربي يعترف بالصين الشيوعية في خضم الحرب الباردة. ومع ان فرنسا تصنف بعد العديد من الدول الاوروبية خصوصا المانيا على صعيد العلاقات التجارية مع الصين، الا ان باريس تعتزم تحريك العلاقات الاقتصادية ويمكن ان توقع عددا من العقود الكبيرة خلال الزيارة. وصرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان "الاستثمارات مرحب بها في فرنسا ونحن مستعدون لتسهيلها". وتامل فرنسا بقدوم 50 الف طالب صيني في مقابل 35 الفا اليوم وبان يزيد عدد السياح الصينيين الى الضعف ليبلغ ثلاثة ملايين. ومن المفترض ان يتم الكشف الاربعاء عن عقود في مجال الطيران والنووي والزراعة والتنمية المدنية خلال مؤتمر صحافي مشترك بين هولاند وشي. وسيتم في الاليزيه الاربعاء ايضا توقيع عقد شراكة استراتيجية يصادق على دخول شركة دونغفنغ الصينية والدولة الفرنسية في راسمال شركة السيارات بيجو سيتروين. كما يمكن الاعلان عن صفقات طائرات ايرباص. وخلال زيارة هولاند الى الصين في نيسان/ابريل الماضي، اعلنت بكين عن شراء 60 طائرة ايرباص. ويتوقع ابرام "شراكة صناعية معززة" بين ايرباص للمروحيات والصين. وفي القطاع النووي يامل مدير اريفا الفرنسية لوك اورسيل بابرام اتفاقات. واعلنت مجموعة "سويز انفيرونمان" الفرنسية منذ الثلاثاء انشاء شركة مشتركة مع مساهمين صينين لبناء وتشغيل مصنع لتوليد الطاقة من النفايات في منطقة نانتونغ (جيانغسو شرق الصين). كما ينظم منتدى بمشاركة 400 رجل اعمال فرنسي وصيني الخميس بمبادرة من وزارة الاقتصاد. على الصعيد الدبلوماسي، ستكون ملفات ايران وسوريا وكوريا الشمالية وافريقيا وخصوصا اوكرانيا الابرز على جدول الاعمال، وذلك غداة اجتماع لدول مجموعة السبع في لاهاي اقصيت منه روسيا. وتلتزم الصين في هذه الازمة الحياد ازاء روسيا، الا ان الحكومة الفرنسية نفت وجود "مسببات لاي خلاف". وبعد ليون، عاصمة الحرير السابقة والاولى في استضافة الطلاب الصينيين في فرنسا، يزور الرئيس الصيني صباح الاربعاء المعهد الفرنسي الصيني ومركز الابحاث البيولوجية الجزيئية "بيوميريو" قبل التوجه الى باريس. وفي ليون كما في باريس، تحاط الزيارة باجراءات امنية مشددة كما تم فرض قيود على حركة المرور في وقت اعلن ناشطون تيبتيون تنظيم تجمعات للتنديد بانتهاك الصين لحقوق الانسان في التيبت. ومنذ العام 2009 اقدم 120 تيبتيا على احراق انفسهم للتنديد بسياسة القمع التي تنتهجها السلطات الصينية وانتهاك حقوقهم الثقافية والدينية.