الخرطوم - مصر اليوم
تعهدت والدتا ناشطين سياسيين سودانيين معتقلين السبت بان ابنيهما "لن ينكسرا" برغم ما يتعرضان له من تعذيب وتمديد لفترة اعتقالهما من دون اتهامات.
والناشطان هما تاج السر جعفر (28 عاما) ومحمد صلاح (25 عاما) وسبق ان اعرب مشهود بدرين الخبير المستقل للامم المتحدة لشؤون حقوق الانسان في السودان عن قلقه ازاء وضعهما خلال زيارته الى الخرطوم في اواخر حزيران/يونيو الماضي. كما تطرق الى معتقل ثالث هو معمر موسى محمد.
وبحسب مجموعة "قرفنا"، التي تدعو سلميا الى انهاء حكم الرئيس السوداني عمر البشير، فان الثلاثة تم اعتقالهم خارج مباني جامعة الخرطوم في الثاني عشر من حزيران/يونيو الماضي.
وتعيش الجامعة اضطرابات وصدامات بين طلاب مناصرين للحكومة ومعارضين لها منذ ان قتل احد الطلاب في مسيرة تدعو لتحقيق السلام في اقليم دارفور المضطرب في غرب البلاد.
وقالت صباح عثمان محمد، والدة جعفر تاج السر، في مؤتمر صحافي وهي تتكلم عن ابنها "انه قوي جدا ولن ينكسر بتعذيبهم او ضربهم له". واشارت الى ان وجهه تغير تماما جراء التعذيب ولا يمكن رؤية عينيه.
وكان مصدر امني قال الاسبوع الماضي لوكالة فرانس برس انه اذا كان لدى الاسرة شكوى بالتعذيب فان عليها الذهاب بها الى النيابة بدلا من اثارتها في اجهزة الاعلام.
وبدورها صرحت زينب بدر الدين، والدة محمد صلاح، في المؤتمر الصحافي "يريدون منهم تغيير افكارهم ويريدون كسرهم".
وبكت الوالدتان اثناء الحديث وخلفهما رفعت لافتة من القماش كتب عليها "الحرية لتاج السر". واكدتا انه سمح لهما بزيارتين فقط لابنيهما.
واضافت والدة محمد صلاح انه ابلغها بان لن يتراجع عن موقفه "باسقاط النظام".
واوضحت بدر الدين ان جهاز الامن والمخابرات جدد للشابين الاعتقال لثلاثة اشهر اخرى بعدما قضيا 55 يوما ولذلك قررا الدخول في اضراب عن الطعام اعتباراً من السابع والعشرين من حزيران/يونيو الماضي.
واشارت والدة تاج السر جعفر بانه ليس لديها معلومات كثيرة عن المعتقل الثالث معمر موسى وانه معتقل في مكان مختلف عن تاج السر ومحمد صلاح.
وكان جعفر اعتقل لمدة شهرين بين العامين 2011 و2012 من دون توجيه اتهامات له بعدما ساهم في تنظيم تظاهرة في جامعة الخرطوم، وفق ما قال لوكالة فرانس برس بعد الافراج عنه وقتها. واشار الى انه تعرض للضرب، الامر الذي ينفيه جهاز الامن والمخابرات.
واشار جعفر ايضا الى انه تم توقيفه سابقا اثناء عمله مع مجموعة "قرفنا".
وابلغ الخبير بدرين الصحافيين في نهاية حزيران/يونيو انه قلق على اوضاع المعتقلين الثلاثة.
وقال في ختام زيارته للسودان ان لديه معلومات من مصادر مختلفة ان محمد صلاح "يتعرض للتعذيب". واضاف انه "اذا كانت هناك قضية ضده فيجب ان يؤخذ الى المحكمة واذا لم يكن الامر كذلك فيجب اطلاق سراحه".
وكان البشير دعا الى الحوار في كانون الثاني/الماضي بهدف ايجاد حل للازمات التي تجتاح البلاد. الا ان اعتقال معارضين وفرض الرقابة على الاعلام يثيران الشكوك من التزام الحكومة بالاصلاحات.
أ ف ب