القاهرة ـ مصر اليوم
شغلت قضة "عم حامد" الرأي العام المصري في الثمانينات بعد أن نشرت قصته الغريبة والطريفة على صفحات الجرائد وتناولها برنامج "حكاوي القهاوي" في إحدى حلقاته.
"عم حامد" رجل عجوز دفنته أسرته وتلقت فيه العزاء لكنهم فوجئوا به بعد مرور 45 يوما يوما ما أثار الذعر بين أهالي المنطقةالتي يسكن بها.
الإعلامية سامية الإتربي أجرت حوارًا مع الرجل عبر برنامجها "حكاوي القهاوي" وقد أعادت قناة «ماسبيرو زمان» إذاعة الحلقة.
أصر حامد على تأكيد أنه ما زال حيًا: أنا حامد عفيفي شريف.. حامد عفيفي شريف.. حامد عفيفي شريف.
قالت له سامية الإتربي: بس عم حامد الله يرحمه، ليجيبها: لا ما اترحمش لسه.. قاعد جنب منك أهو.
بدأ الرجل في سرد قصته التي بدأت من دار المسنين بمنطقة منشأة ناصر: كنت قاعد هناك بقالي كتير، قولت أنزل أشوف عيالي.. نزلت لقيتهم بيقولوا حامد أهو حامد أهو.. الميت أهو الميت أهو.. ده هرب من التربة.
فوجئ أهالي منطقة باب الشعرية، بمجيئه بعد دفنه منذ 45 يومًا، وفور أن رأوه ابتعد البعض عنه خوفًا منه، في حين سأله البعض الآخر: إنت هربت إزاي، ليرد بسخرية: أه هربت من التربة خبطت على الحنوتي فتحلي.
عانى العجوز من أولاده الأربعة الذين قطعوا صلتهم به، معتبرًا أنهم ودّوه في داهية حينما بدأ الخلاف بطلبهم الحصول على الأموال منه رغم الفقر الملم به: أنا بلم ورق من الشارع ببيعه.
توجه عم حامد إلى دار المسنين خلال عمله في جمع الأوراق من الشوارع، وقتها التف حوله اثنين وقادوه إلى هناك، ليلقى معاملة حسنة ويجد المأكل والمشرب، بعد أن كان يبيت لياليه في الشوارع.
بعد عودة عم حامد إلى محل سكنه ألقت الشرطة القبض عليه متوجهةً به إلى قسم شرطة باب الشعرية، هناك استدعاه المعاون في حضور ابنته، والتي سقطت مغشية عليها فور رؤيته، ونفس الحال بالنسبة لابنه.
التقط الأبناء حينها صورًا مع والدهم وهم يقبلونه، استجابة لمحرري الصحف التي اهتمت بالقضية وقتها، وبعدها لم يزوروه وفق روايته، تاركينه وحيدًا رفقة المكلف بمساعدته من قِبَل معاون مباحث باب الشعرية، حتى يستخراج الأوراق اللازمة لإثبات أنه لايزال حيًا، منتظرًا صدور شهادة ميلاد جديدة وبطاقة شخصية.