القاهرة - مصر اليوم
عاد مواطن مصري يدعى عبدالحليم مرشد، وكنيته «عم عبود»، إلى أسرته من العراق بعد 36 عاماً عصيباً من الاغتراب، قاسى خلالهم ألواناً من المعاناة، في واقعة مشابهة لأحداث مسلسل "عباس الأبيض» الذي قام ببطولته، الفنان يحيى الفخراني.
وبحسب صحيفة «هافنغتون بوست»، بدأت قصة «مرشد» في عمر 18، حيث عانى الفقر المدقع في قرية بصعيد مصر، ولهذا فكر في الانتقال إلى العراق سعياً وراء حياة أفضل، قرر عبدالحليم السفر وجمع كل مدخراته، وعمل في الزراعة، وكان عبدالحليم يراسل أسرته بين الحين والآخر، لكن لأنه لم يكن على علم بالقراءة أو الكتابة، فكان ينتظر وجود أي شخص ليكتب له رسائله، ولكن معاناة أخرى ظهرت في حياة عبد الحليم بعد 3 سنوات من التنقل بين الوظائف، إذ فقد أوراقه الرسمية، فتوجه إلى السفارة المصرية هناك لاستخراج نسخة جديدة من الأوراق الأصلية، التي طلبت منه تقديم نسخة مصورة من الأوراق لإثبات شرعية طلبه، ومن ثم لم يتمكن من العودة لمصر، وحين أخفق في إقناعهم قرر الإقلاع عن الطلب والاستسلام للأمر الواقع وبقي في العراق دون أوراق تثبت هويته.
ومع مرور السنين التي توقف عبدالحليم عن حسابها، اعتاد المواطن المصري أن يروي لكل شخص يقابله حكايته، حتى تصادف أن قابل مصريًا من محافظة المنيا التي ينتمي إليها، سمع قصته وعاد ليخبر معارف «عبدالحليم» في قرية «النوارة»، ويخبر ابنه ناصر أن والده لا يزال على قيد الحياة، بعد أن ظن أنه توفي في العراق وحصلت والدته بالفعل على حكم قضائي بالوفاة.
وسارع «ناصر» بعد أن وصلته أنباء والده، إلى وزارة الخارجية ومعه نسخة مصورة من بيانات والده، وآخر مكان شوهد فيه في العراق، وبعد غياب 36 عاماً، عاد عبدالحليم إلى موطنه، ليجد أن والديه قد فارقا الحياة، ولكن ابنه أصبح أباً لـ 3 أطفال.