الأنبا أبيفانيوس

كشف إشعياء المقاري عن قتل الأنبا أبيفانيوس في تحقيقات النيابة في 10 أغسطس/آب 2018. ‏

تحدث عن نفسه أولًا، فهو راهب في دير الأنبا مقار منذ ٢٠٠٨، وترهبن في العام ٢٠١٠ على يد قداسة البابا شنودة، وخدم معه ٣ سنوات وتعلّم منه كل شىء عن الرهبنة، وظل يعلم بوصيته، وهي: ‏هناك مشاكل كثيرة ولا تسمع لكلام أحد من كبار الرهبان. ‏

وقال إشعياء "حاصرني خاطر بأن هذه الوصية التى كان البابا شنودة يقصد بها الخير، هي التي دفعت إشعياء وغيره إلى التمرد على رئيس الدير، وعدم السماع لكلامه واستباحة الخلاف معه، ‏وكان طبيعيًا أن يصل الخلاف وعدم الطاعة إلى القتل. ‏

ويحكى إشعياء عن بداية وقوع الخلافات قائلًا"على الرغم من أني كنت ناجحًا في عملي داخل الدير إلا أنه كانت هناك مشاكل كثيرة بدأت تظهر بيني وبين رئيس الدير الأنبا أبيفانيوس, ونشأت هذه ‏الخلافات منذ ٢٠١٣، وفي إحدى المرات كانت أمي مريضة وطلبت زيارتها فرفض ونهرني بعنف.‏

يحاول إشعياء أن يقلل من أثر الخلافات، وكأنها كانت عادية، يقول عنها: علاقاتي بدأت تزيد مع المهندسين والتجار والأطباء، وكنت أقوم بعمل اجتماعات في العمل أناقش فيها أمور الدين، وهذا لم يعجب ‏رئيس الدير، وكان كارهًا لي أنا تحديدًا منذ ٤ سنوات، وعشت أيامًا صعبة جدًا أنا وشباب كثير من سني، وكان أقدمهم مني فلتاؤس لأنه كان طيبًا ودخل معي الرهبنة في نفس العام، وهو الآخر تعرض ‏إلى الظلم كثيرًا، ومع زيادة الضيوف الوافدة لي بدأت استقبلهم في مضيفة الدير لأن مساحتها أكبر، وهذا ما زاد المشاكل بيني وبين رئيس الدير، وكان الرهبان أصحاب المضايف يغلقون الباب في ‏وجهي لدرجة أنه في العام الماضي ظل الأنبا أبيفانيوس على مدار ٣ أشهر يراني في الدير من دون السلام علي، وهذا وضعني في ضغط نفسي، وذهبتُ إليه لسؤاله عن السبب في تجاهلي، فكان ‏رده عنيفًا، قال لي "إنت عارف اللي بتعمله ومجهزلك ملف جرائمك خارج الدير، وبعد ذلك فوجئت بأنه تقدم بشكوى ضدي من دون أدنى سبب لمجلس الأديرة، واتهمني فيها بالاتجار في الأراضى والآثار، ‏وأنني سرقت مخزن الجبنة والبيض، وأثبت التحقيق أني برىء.‏

حاول إشعياء، كما يقول، أن يتصالح مع الأنبا أبيفانيوس، قال: رد عليا نفس الرد السابق، وقال لي كلمة غريبة: أنا بالنسبة لي مفيش حاجة ولكن الموضوع في يد البابا تواضروس، والغريب أن قرار النقل ‏من الدير جاء بعدها بــ٣ أشهر وليس بعد التحقيق معي، وكان هناك ٥ رهبان كبار دائمو الشحن ضدي، ولم يكن يعلم رئيس الدير كيف كانت الناس بتحبني في الدير، لدرجة أنه كان راسم ١٣ راهبًا فى ‏عهده، ٩ منهم مضوا إني أستمر في الدير، وبعد العودة فى القرار ومساندة الرهبان الكبار لي أحس الأنبا أبيفانيوس بأنني كسرته أمام الجميع وزاد كرهه لي وحقده علىّ، بخاصة بعد معرفة هذا الموضوع ‏فى الأديرة ووسائل الإعلام، وعقب ذلك ظل يتجاهلني وحبسني فى قلايتى ٤٠ يومًا، كما أصدر قرارًا بإيقاف مشروع الدواجن الذي كنت أشرف عليه، وكان يمارس نفس هذه الأفعال مع صديقي الراهب ‏فلتاؤس، وأجبره على ترك ١٢٠ فدان زيتون كان يزرعها، وأجلسه عامين من دون عمل داخل الدير مما تسبب له في العديد من الأمراض، منها الضغط والسكر، والمرض النفسي، وعندما اشتكى له جعله ‏يعمل في حظيرة البهائم مما أدى إلى زيادة سوء حالته النفسية.‏

يتحدث إشعياء عن طريقة قتل الأنبا أبيفانيوس قائلًا" قبل شهر من الواقعة وأثناء جلوسي مع فلتاؤس في قلايتي اشتكينا لبعض الذل والمهانة وإهانة أبيفانيوس لنا من دون سبب، وقررنا التخلص منه واتفقنا على أن نصلي من أجل ‏أن يخلصنا الله منه، واتفقنا على أن ننتظره في المكان الذى يمر منه دائمًا وأن نضربه، وكنا عارفين أنه كان دائم الذهاب لصلاة قداس الأحد، ويمشي بطريق مختصر ودائمًا ما يكون بمفرده، أحضرنا ‏عصا حديد ثقيلة ووضعناها فى مكان الواقعة، واتفقت مع فلتاؤس على التنفيذ وقتل رئيس الدير فجرًا. ‏

كان فلتاؤس متحمسًا للقتل ومحرضًا عليه، يقول إشعياء: وافق فلتاؤس واتفق معي على أن أقابله الساعة ٣ فجرًا بمنطقة القلايات، وكان دور فلتاؤس مراقبة الطريق فقط، وعندما تأكدتُ من خلو المكان ‏أخذتُ العصا الحديدية من المكان الذى سبق وخبأتها فيه، وضربت بها رئيس الدير ٣ ضربات متتالية على رأسه، وذلك بعد أن أتيت من الخلف وتسللت من دون أن يراني، فضربته أوّل ضربة من ظهره، وبعد ‏ذلك انحنى فضربته الضربه الثانية على رأسه فوقع على الأرض، وضربته الضربه الثالثة وأنا أقول له: موت وارتاح وريّح الجميع، وألقيتُ العصا في نفس المكان. ‏

تمت الجريمة فيما يبدو بهدوء شديد، كانت مع سبق الإصرار والترصد، ولذلك انصرف القاتلان بهدوء شديد، قال إشعياء: ذهبتُ لقلايتي، وفي الصباح خرجتُ إلى الكنيسة حتى لا يشك في أحد، وفلتاؤس ‏لم ينزل، ثم اكتشف الراهب جبرائيل إصابة رئيس الدير، وذهبت معه وأبديت حزني أمام الموجودين لإبعاد الشبهة عني.‏