رغم ارتفاع أسعارها عن العام الماضي، إلا إنها مازالت تعتبر أكثر الهدايا التي توصف بإعتبارها في متناول الجميع، خاصة وإن أسعار عروسة المولد اختلف من بين 60 جنيه إلى 350، وشهدت العروسة البلاستيكية البسيطة والتي ارتدت الفستان الأبيض، إقبالاً ملحوظًا لثبات سعرها في المحال التجارية في الإسماعيلية عند 100 جنيه، ويقول أحمد عبد الرحمن حلواني، انه يعمل في بيع الحلويات منذ 30 عامًا ومنذ ذلك الحين وهو يرى اهتمامًا بشراء عروسة المولد النبوي بمناسبة هذه الذكرى، وكذلك بإعتبارها رخيصة نسبيًا، بالمقارنة بباقي الهدايا المكلفة، وأكد عبد الرحمن أن عروسة المولد تطور شكلها كثيرًا لتناسب جميع الأزواق وابتكر القائمون على صناعتها أشكالاً مختلفة وإرتدت أزياءً مختلفة إلا أن الإقبال الأكثر على العروسة البسيطة والتي ارتدت فستانًا أبيض أو روز لرقتها ولثبات سعرها.

وأكد إسلام مسعد بائع في محل ارتفاع أسعار عروسة المولد البلاستيكية هذا العام بالمقارنة بالاعوام السابقة بنسبة تجاوزت ال 30 %، فيما زادت عروسة المولد الحلوي بنسبة تجاوزت ال 60 %، لصناعتها من مواد طبيعية شهدت هي الأخرى ارتفاعًا جنونيًا بأسعارها، حيث وصل سعرها إلى 50 جنيهًا، وأوضح إسلام أن نسبة إقبال الأهالي في الريف والمناطق النائية أكثر علي العرائس الحلوي باعتبارهم اعتادوا عليهم وأرخص كثيرًا، فيما تظل هي الهدية الأكثر رواجًا في وسط المدينة.

وأوضح عمر ياسر صاحب محل لبيع الهدايا، أنه حرص على بيع عرائس المولد الحديثة هذا العام بإعتبارها هدية مناسبة بمناسبة الذكرى السنوية للمولد النبوي الشريف، ولاحظ زيادة نسبة الإقبال عليها رغم إنها متوافرة طوال العام، باعتبارها دمية بلاستيكية، وأن أكثر المقبلين على شرائها المرتبطين " الكابلز "، والأباء لفتياتهم، مشيرًا إلى حرصهم علي لفها بأوراق لف الهدايا المبهجة وتزينها بالتول والكوريشة وكتابة بعض عبارات التهنئة علي الكارت المرفق معها،وابتكرت محال لف الهدايا أساليب كثيرة لتمييز فكرة لف العروسة كهدية تقدم علي سبيل المثال من الخطيب لخطيبته، ومن بينها أن تحمل العروسة اسمها وصورة لها.

ويقول الكاتب الروائي محمد أحمد إبراهيم، إن الفاطميين اعتادوا الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والمبالغة في صنع الحلوي فيه، والتي تطورت إلى صنع عروسة المولد النبوي الشريف، مضيفًا بأن هناك بعض الآراء والتحليلات حول العروسة وارتباطها بالمولد النبوي، إذ يذكر عبد الغني النبوي الشال وقد تكون فكرة العروسة لمناسبة المولد، هي نفس الأسطورة المرتبطة بعروس النيل، فالعروستان متصلتان بمولدين ، مولد النيل والفيضان ومولد الرسول، ويضيف ويحتمل أن الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمي وكان غريب الأطوار، وقد حرم على الأهالي عمل الأفراح وإقامة الزينات بعد أن منع خروج النساء لمدة 7 أعوام، إلا في مناسبة مولد النبي، لذلك كان الناس يعقدون عقد الزواج علي العروسين ويجهزون الجهاز حتي قدوم المولد النبوي فيتاح لهم عمل حفل الزفاف، وكان قبل مجيئ المولد يتفنن أهل العروسين في عمل الحلوي وتشكيلها على هيئة عروسة تزف تيمنًا بالزواج المرتقب، لذلك نجد بين الفلاحين وبين أولاد البلد في الأحياء الشعبية من يشتري ويهدي للعروس عروسة حلوى كبيرة الحجم بحيث يحافظ عليها سليمة الى أن نزف العروس ليلة الزفاف.