القاهرة ـ مصر اليوم
اللواء عمر سليمان.. اسم حفر في ذاكرة المصريين وتعلقت به القلوب رغم انخراطه في العمل السياسي لأيام معدودة، بعدما خرج من دور رجل الظل كرئيس لجهاز المخابرات العامة، ودفعت به الأقدار إلى صدارة المشهد المصري في أعقاب ثورة يناير 2011.
وكان تاريخ 18 فبراير، لحظة فارقة في حياة سليمان أثناء إلقائه بين تنحى الرئيس الأسبق حسنى مبارك عن حكم البلاد وتسليم إداراتها للمجلس العسكري، اختفى بعدها الجنرال مودعا جميع مناصبه كنائب لرئيس الجمهورية لعدة أيام، وقبلها كرئيس للمخابرات المصرية.
في خضم الانفلات السياسي والأمني الذي شهدته البلاد عقب ثورة يناير، وظهور تيار الإسلام السياسي ممثلا في جماعة الإخوان بقوة على ظهر سفينة الوطن على أمل امتلاك دفة القيادة وقرر الجماعة في عام 2012 الدفع بنائب مرشد الجماعة خيرت الشاطر، إلى الترشح على منصب رئيس الجمهورية، الأمر الذي دفع شريحة عريضة من المواطنين لتنظيم مظاهرات عارمة في ميدان العباسية تطالب الجنرال بالترشح كطوق نجاة في ظل خلو الساحة من الشخصيات البارزة المؤهلة لشغل المنصب الرفيع.
الترشح للرئاسة
رضخ جنرال القلوب للمطلب الجاهيري وبالفعل تقدم بأوراق ترشحه على منصب الرئاسة في 8 أبريل عام 2012، إلا أن حلم ترشحه الذي داعب مريديه تبخر بإعلان عدم اكتمال عدد التوكيلات الخاصة به، والتي كانت هي الأخرى مسارا للجدل والتكهنات حول أسباب استبعاده من السباق، ذهب البعض إلى الحديث عن صفقة خفية، وتكهن البعض بوجود ضغوط خارجية.
في نهاية المطاف خرج من سباق الرئاسة واصطحب في يده شاطر الجماعة هو الآخر وإلى جانبه حازم صلاح أبو إسماعيل، لتنتهى الأمور على مرسي وشفيق وبدأ ظهور مصطلح "عصر الليمون" بهدف ترجيح كفة مرشح الإخوان "الاستبن" على رجل النظام السابق " الفريق".
وتبخر بعدها أيضاسليمان من الحياة العامة والسياسية، حتى أعلن خبر رحيله في 19 يوليو 2012، أثناء تلقيه العلاج من مرض نادر في الولايات المتحدة الأمريكية.