اعتذر ديفيد بتريوس، مدير الاستخبارات الأمريكية السابق ومهندس إستراتيجية العراق، عن إقامة علاقة عاطفية خارج إطار الزواج مع كاتبة سيرته تسببت في فضيحة وفي استقالته، معربا في خطاب علني عن أسفه ونيته إصلاح الأمور.قدم المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي ايه" ديفيد بترايوس الثلاثاء (26 مارس/ آذار) اعتذاره عن "الخطأ" الذي أدّى إلى استقالته نهاية العام الماضي في أول خطاب علني يلقيه منذ مغادرة منصبه على خلفية إقامة علاقة عاطفية خارج إطار الزواج. وعبر الجنرال بترايوس أمام حشد عسكري في لوس انجليس عن أسفه "للألم" الذي سببته علاقته مع كاتبة سيرته الذاتية بولا برودويل وتعهد بالعمل على إصلاح الأمور "مع الذين تسبب لهم بالألم وخيب آمالهم".وقال بترايوس أمام نحو 600 من قدامى المحاربين وطلاب وحدة تدريب ضباط الاحتياط في جامعة ساوثرن كاليفورنيا "أنا مدرك تماما أن صورتي تغيرت الآن مقارنة مع ما كانت عليه قبل سنة". وأضاف المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "أنا أيضا مدرك أن سبب ما حصل لي أخيرا هو من مسؤوليتي".وكان بترايوس، الذي يعتبر مهندس الإستراتيجية الرابحة للولايات المتحدة في العراق، قد استقال في 9 من تشرين الثاني/نوفمبر عقب الاعتراف بإقامة علاقة خارج إطار الزواج مع بولا برودويل الخبيرة في شؤون مكافحة الإرهاب، ما أثار ضجة كبيرة في واشنطن بعد ثلاثة أيام فقط على إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما.وأضاف بترايوس قائلا: "أدرك أنه لن يمكنني أبدا أن أمحو تماما الألم الذي سببته لأقرب الناس إلي ولعدد من الناس غيرهم (...) غير أنه بوسعي أن أحاول أن أمضي قدما بأسلوب يتماشى مع القيم التي التزمت بها قبل أن تزل قدمي وأن أصلح بقدر المستطاع علاقتي مع من آذيتهم وخذلتهم." ووقف الحاضرون مصفقين لبتريوس قبل وبعد كلمته التي ركز فيها على المشاكل التي يواجهها قدامى الخريجين لدى عودتهم من الحروب.قد خرجت فضيحة علاقته العاطفية مع بولا برودويل، التي هي بدورها متزوجة أيضا، إلى العلن حين طلبت جيل كيلي، صديقة عائلة بترايوس وهي أيضا من الوجوه البارزة اجتماعيا في فلوريدا، من مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) التدخل إثر تلقيها رسائل بالبريد الالكتروني تتضمن "مضايقات" أرسلتها برودويل التي كانت تشعر كما يبدو بالغيرة منها.وكان هذا بمثابة انهيار قوي لشخصية عسكرية مرموقة كان يعتبر صاحبها من أبرز الزعماء الأمريكيين في جيله وكان ينظر إليه يوما على أنه من المرشحين المحتملين لدخول البيت الأبيض.وينسب إلى بترايوس الفضل في إبعاد العراق عن هوة الحرب الأهلية الشاملة حين كان قائدا للقوات الأمريكية هناك كما كلفه الرئيس باراك أوباما بقيادة قواته في أفغانستان قبل أن يتولى إدارة وكالة المخابرات المركزية عام 2011. وبعد ظهور الفضيحة بقي بتريوس بعيدا عن الأنظار في الأشهر الخمسة الماضية. وتلقى بترايوس عروضا من شركة مالية ولإلقاء خطابات مدفوعة أو العمل كمستشار لشركات كبرى، وهو حاليا يدرس عروضا أكاديمية، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.