القاهرة ـ مصر اليوم
أعلنت بعثة أثرية مصرية عن العثور على عملة ذهبية تذكارية للملك بطليموس الثالث، وأجزاء من مبنى ضخم من الطوب الأحمر، وذلك أثناء أعمال الحفائر الجارية حالياً بمنطقة "صا الحجر" الأثرية بدلتا مصر. وقال الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية، إنه من المرجح أن تكون أجزاء المبنى الضخم جزءًا من حمام يرجع للعصر اليوناني الروماني، ويبلغ طوله نحو 16 مترًا، وعرضه نحو 3.5، وارتفاعه ما يقرب من 1.80 متر.
وأضاف عشماوي أنه "تم العثور على العديد من اللقى الأثرية، تتمثل في مجموعة من المسارج المصنوعة من الفخار، وتماثيل مصنوعة من التراكوتا (الطين المحروق)، وأدوات من البرونز، وقطعة حجرية عليها بقايا نقش وكتابة هيروغليفية وتمثال صغير لكبش"، مؤكدًا أن "البعثة ستستكمل أعمالها خلال المواسم المقبلة للكشف عن باقي المبنى والتأكد من طبيعته".
وتعود قرية صا الحجر إلى سبعة آلاف عام، وبالتحديد لعصر ما قبل الأسرات، وعندما دخل الإغريق مصر تعلموا الطب على أيدي كهنة معبد "نبت" فيها، كما كان يوجد بالمنطقة ما يسمى بـ"بيت الحياة"، الذي كان بمثابة قاعة ضخمة لدراسة العلوم المختلفة. و"صا الحجر" مكان مقدس كان لا بد أن يجتازه أي موكب ملكي لأي ملك متوفي.
ويرجع الفضل لإعادة اكتشاف قرية صا الحجر للعالم الفرنسي أوغست مارييت عام 1850 إلى أن عثر العالم الأثري برزنتي على العديد من التماثيل الأثرية عام 1893، بعدها قام الأثري المصري أحمد باشا كمال بعمل حفائر في بلدة الكوادي المجاورة للقرية، التي كان يعتقد أنها جبانة "مدينة سايس"، وعثر بها على ثلاثة تماثيل وجزء من تابوت أثري، بحسب مصادر أثرية.
وقالت المصادر ذاتها إنه "في عام 1901 عُثر على تمثال لكبير كهنة نبت، "واح، إيب، رع"، وكان يعمل مديرًا للحدود وحكام الصعيد، وفي السبعينات من القرن الماضي قامت بعثات مصرية بإجراء حفائر في سايس، وعثر على "الحمام الهيلنستي" الذي لم تتبق منه إلا أجزاء قليلة ورأس ملكية ضخمة تعود إلى عصر الرعامسة، وغطاء تابوت من البازلت عليه كتابات هيروغليفية ترجع إلى كتاب الموتى، وعدد من النواميس الخاصة بملوك الأسرة الـ26.
وقال سعيد العسال، رئيس البعثة الأثرية، إن "من أهم القطع المكتشفة عملة ذهبية تذكارية للملك بطليموس الثالث صُكَّت في عهد بطليموس الرابع تخليداً لذكرى والده، ويبلغ قطر العملة نحو 2.6 سم، وتزن نحو 28 غرامًا، حيث صورت على أحد وجهيها صورة نصفية للملك بطليموس الثالث يرتدي التاج المشع، ويحمل على الكتف الشوكة الثلاثية "رمز بوسيدون"، بينما يحمل ظهرها صورة قرن الخيرات المشع وحوله كتابة تمثل اسم الملك، موضحاً أن العملة تتميز بجودتها العالية في تصوير ملامح الملك البطلمي، وقد تم تسليمها إلى المتحف المصري بميدان التحرير بالقاهرة، لترميمها، قبل عرضها ضمن معروضات المتحف.