أثينا ـ سلوى عمر
يُعتبر معرض "بارثينون الكتب"، العمل الفني الأضخم والأكثر تميزا في معرض الفن الحديث والجزء الرئيسي من معرض دوكومنتا للفن المعاصر في نسخته الرابعة عشرة هذا العام المقام في مدينة كاسل الألمانية، والذي أنشأته الفنانة التصويرية مارتا مينوجين، وهدفه هو إثارة النقاش حول الرقابة، وجاء نسخة طبق الأصل من المعبد اليوناني "بارثينون"، ولكن بدلا من الرخام تم بناء هذا الصرح من 100.000 نسخة من الكتب المحظورة.
ويستوحى المعرض من المعبد الإغريقي "بارثنون" الذي بني على جبل أكروبوليس في العاصمة اليونانية أثينا، عام 447 قبل الميلاد، وهي منطقة من أكثر مناطق الجذب السياحي زيارة في العالم، ويحاكي هذا العمل الفني نموذج المعبد الإغريقي بالشكل والحجم، إذ يبلغ طوله 70 مترا وعرضه 30 وارتفاعه 20 مترا؛ وهو ما يساوي تقريبا الحجم الطبيعي للبارثينون الحقيقي في أثينا.
كما تم تثبيته في نفس الموقع الذي أحرق فيه النازيون الكتب من قبل الكتاب اليهود أو الماركسيين في عام 1933. وتشمل العناوين الـ170 التي تشكل المبنى الكتاب المقدس، ورواية "الآيات الشيطانية" للكاتب البريطاني سلمان رشدي، ورواية "مغامرات توم سوير" للكاتب مارك توين. وصنعت أعمدة وجسور بارثنون العصر من قضيان وأنابيت معدنية علقت عليها عشرات آلاف الكتب مغطاة بالبلاستيك، ويبدو من بعيد وكأنه قد صنع من آلاف قطع الموزاييك الملون وهي تلمع تحت أشعة الشمس في النهار والمصابيح في الليل.
يستمر المعرض لمدة 100 يوم ويتوقع ان يصل عدد الزوار إلى مليون زائر. ويضم المعرض عرضا مزدوجا في أثينا يمتد حتى 16 يوليو / تموز.
ولم يكن المشروع سهلا للفنانة الأرجنتينية مينوجين، وقد أطلقتها الفنانة العام الماضي من خلال نداء الجمهور ان يصل إلى 100 ألف كتاب، ثم ساعد الطلاب في جامعة كاسل على وضع قائمة من 170 كتابا محظورا.
المعرض الفني، دوكومنتا 14، الذي يقام كل خمس سنوات يعرض أيضا أعمال الفنانين الآخرين. وتهدف الفنانة مارتا مينوحين (74عاما) من خلال "معبد الكتب" هذا إلى إعادة الاعتبار لتلك الكتب ومؤلفيها، بتسليط الضوء عليها وإعادة انتشارها بين الناس، حيث سيتم هدم هذا المعبد وتوزيع الكتب على الجمهور مجانا بعد انتهاء فعاليات المعرض، وهو ما تم في بوينس أيرس وسيتم في كاسِل أيضا بعد انتهاء فعاليات دوكومنتا 14.