القاهر - مصر اليوم
استطاع الموسيقار اليمني محمد سالم القحوم تسجيل اسمه كأول مايسترو يمني يحشد كل مبدعي اليمن من شمالها إلى جنوبها لتأسيس فريق موسيقي يقدم أول أوركسترا يمنية تحمل رسالة التراث اليمني بجناحي الحب والأمل.يوصف القحوم بأنه "مبدع وطني" كونه صنع ما لم يصنعه الزعماء، ولا المكونات السياسية بكل أطيافها حيث تجاوز حدود الجغرافيا، وتعالى على مرارة الحرب، وتسامى عن لغة الخطابات والدبلوماسية، مرمماً بالموسيقى الذات اليمنية التي أنهكتها سنوات الصراع الدامية منذ أكثر من 7 سنوات.محمد القحوم، قدم مؤخراً حفلاً موسيقياً ضخماً في القاهرة، حمل عنوان "نغم يمني على ضفاف النيل"، ضمن مشروعه السيمفونيات، وكان قائد الفرقة ومايسترو الحفل، الذي تضمن عزف 9 مقطوعات موسيقية مستوحاة من التراث اليمني والمصري من قبل أكثر من 120 عازفاً موسيقياً أوركسترالياً وموسيقياً تراثياً بمشاركة أوركسترا أوبرا القاهرة في أول تعاون مصري يمني على المسرح الكبير لدار الأوبرا المصرية.ووصف نشطاء حفله بالقاهرة بأنه عمل فني آسر، استطاع محمد فيه أن يجمع كافة أطياف الشعب اليمني دون خصومات، مقدماً خلاله مقطوعات موسيقية عمقت التآخي، وسمت فوق جراح الوطن المكلوم. مؤكدين قناعتهم بأن الموسيقى اليمنية قادرة على أن تصنع ما عجزت عنه الدبلوماسية".
وأوضح محمد في حوار خاص مع "العربية.نت" أن قيمة وأهمية دوره تكمن في إحياء ونشر الموسيقى اليمنية بزمن الحرب والفقر والحصار، وتقديم رسائل نبيلة وسامية تنقل صورة جميلة عن اليمن عبر إبداعات وأصوات مجموعة من المواهب وإرسال رسائل محبة وسلام".وأضاف: "لسنا سياسيين لنغير وضعنا، ولا تجار حروب لحلحلة مشكلة البطالة والمجاعات والفقر، لكننا فنانون مبادرون إما أن نحدث التأثير والتغيير أو نجلس مكتوفي الأيدي نفوت فرصاً من شأنها إظهار فننا بصورة حضارية راقية".وقال محمد إنه لعب دور "مبعوث سلام حقيقي" إلى العالم عبر الموسيقى، معتبراً أن أصداء وردود الجمهور بعد حفل القاهرة دليل واضح على أنه كان هناك حلم وتم تحقيقه عبر نقل رسائل نبيلة عن الموسيقى اليمنية.ويشير الى أن "مشروع نشر التراثيات الموسيقية ليس محصورا على اليمن فحسب بل يمتد ليقدم ألواناً عربية متنوعة في المستقبل، وبكل تأكيد لدينا رؤية واضحة ومدروسة حيث نسعى أن نطوف العالم بهذا المشروع الموسيقي".
بدايات القحوم كمؤلف موسيقي كانت في العام 2004، وألّف عديداً من الأعمال والمشاريع الموسيقية نشرها في قناته على يوتيوب، فحققت ملايين المشاهدات. وتحدث محمد عن فصول المعاناة التي يعيشها المبدعون والموسيقيون في اليمن، حيث خاطبهم قائلاً: "آمنوا بأفكاركم مهما كانت مستحيلة، فنحن على سبيل المثال ما كنا نتوقع أنه في ظل هذه الظروف أن ينجح مشروعنا، لكننا سعينا واجتهدنا، فقد أردنا أن نخبر العالم أننا أهل سلام، ولدينا فن زاهر وموروث ثقافي متنوع، آملين أن تغيروا نظرتكم عن اليمن، إنه موضوع حرب، فهنالك أشياء جميلة في اليمن لا تعرفونها أبرزها موروثنا الموسيقي"."ابق حيث الموسيقى فالأشرار لا يسمعون صوت الحياة"، شعار يسير محمد على وقعه، على الرغم من أنه لم يغادر اليمن بشكل كامل بل كان متنقلاً بين اليمن ومصر والأردن وكوالالمبور ومؤخراً استقر في دبي، معتبراً أن الموسيقى لغة تآلف وتعارف تجدي كفعل حياة في زمن الحرب بالنسبة لشعب يعيش أشكال الفقر والجوع والحرمان من أبسط المقومات".
محمد المتخصص في صناعة الهويات الموسيقية والموسيقى التصويرية لأفلام ومسلسلات تلفزيونية، لا يستبعد في المستقبل تقديم أوبريتات غنائية للسلام، يجتمع فيه نخبة من موسيقيي اليمن لمناهضة الحرب والعنف، شرط أن تخدم رسالة وأهدافا تتوافق مع رسالته الموسيقية".ومحمد هو مؤلف موسيقي يمني، ولد في مدينة تريم بمحافظة حضرموت عام 1991م، مؤسس ومالك شركة واستديوهات صدى الإبداع 2006 م في اليمن، وله مكتب رئيسي في الإمارات. حاصل على بكالوريوس هندسة مدنية من جامعة حضرموت، تلقى دورات موسيقية في المعهد الوطني للموسيقى في العاصمة الأردنية عمّان.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
القاهرة للسينما والدراما العربية يُكرِّم صفية العمري في دار الأوبرا المصرية
دار الأوبرا المصرية تٌعيد نَشاط نادي السينما الأحد بعرض فيلم أبو صدام بعد تَوقفه لسنوات