الخرطوم - جمال إمام
توفي الموسيقار السوداني العالمي حافظ عبد الرحمن مختار عازف "الفلوت" الأشهر، وأحد رموز الفن الذين نشروا الموسيقى السودانية حول العالم،بعد صراع طويل مع المرض.
عُرف الراحل بتخصصه البحت في آلة "الفلوت"، مما أهله لاكتساب قاعدة جماهيرية عريضة على المستويين المحلي والعالمي، حيث أصدر عدد من ألبوماته في فرنسا، واعتبرته الصحافة الأوروبية كواحد من أبرز مواهب الموسيقى الأفريقية.
وتخطت مقطوعاته النطاق المحلي والإقليمي حيث استخدمت في عدد من الإذاعات حول العالم كإذاعة "بي بي سي" وصوت أميركا ومونت كارلو.
كما قدم حافظ عبدالرحمن الكثير لبلده في مجاله، وقدم العديد من تترات المسلسلات، ومقطوعاته الموسيقية يعرفها الجميع حيث يتم إذاعتها بين الحين والأخر بالتلفزيون السوداني الرسمي، وكان خبر وفاته صدمة .كبيرة للجميع
وُلد الراحل في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، وظهر عشقه للعزف منذ السادسة من عمره. وبدأ عبد الرحمن العزف في سبعينيات القرن الماضي مستخدمًا آلة "الناي"، ثم سرعان ما بدا في دعم موهبته بدراسة الموسيقى والدراما في جامعة السودان، وتعرف على آلة الفلوت لأول مرة العام 1981. وقبل تعرفه على الفلوت، استطاع عبدالرحمن تاليف مقاطع موسيقية رسخ بها شعارات العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية في منتصف السبعينيات وظلت حتى الآن تشكل جزءا مهما من الذاكرة الموسيقية في السودان.
واستخدمت مقطوعته الأولى "المرفأ القديم" شعارًا لبرنامج "دنقا دبنقا" الذي كان يحظى بمتابعة جماهيرية واسعة. ومن أشهر مقطوعاته ايضا "الأيام الخالدة" التي نشرت في ألبوم يحمل العنوان ذاته، والذي قامت بتوزيعه عالميًا شركة أمازون الأميركية، ليصبح بذلك أول ألبوم سوداني بموسيقى سودانية أصيلة على أمازون.
وحصد الراحل حافظ عبدالرحمن جوائز كبيرة في منافسات اقليمية ودولية، ومزج بين الموسيقى السودانية والأوروبية ببراعة جذبت له العشاق في أعمال متفردة عرف بها. وتعتمد موسيقى عبدالرحمن على آلة "الفلوت" وعادةً ما تركز موسيقاه على الإنسان السوداني البسيط.
عبدالرحمن من الموسيقيين الذين عُرفوا على مستوى العالم إذ أُستخدمت موسيقاه في عدد من الإذاعات حول العالم كما أنه قدم فواصل موسيقية على مسرح مركز كينيدي في واشنطن، وكان الموسيقي السوداني الوحيد على المسرح، إضافة إلى أنه أصدر عددًا من ألبوماته في فرنسا، وكتب عنه أحد الكتّاب الألمانيين بصفته موهبة أفريقية فريدة.
ألّف الراحل نحو 81 مقطوعة موسيقية أبرزها "الأيام الخالدة" التي تحتل مكاناً خاصاً لدى حافظ لما تحتويه من حزن يستدر الدمع، إلى جانب مقطوعة "بين الذكرى والشجن" و"إيقاع الجبل" إذ يحاول من خلال موسيقاه أن يوصل إلى مستمعيه الشجن الفطري للإنسان السوداني.