القاهرة ـ شيماء عصام
غيب الموت الفنان التشكيلي حلمي التوني، اليوم السبت، والذي يعد أحد أبرز المبدعين المصريين وواحد من مصممي أغلفة الكتب على مستوى العالم.ونعت نقابة الفنانين التشكيليين في مصر حلمي التوني كأحد أبرز مصممي أغلفة الكتب عربيا ودوليا والذي توفي، السبت، عن عمر ناهز 90 عاما.
كما نعاه أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة المصري في بيان قال فيه إن "الراحل كان أحد حراس الهوية المصرية، وشكل وجدان جيل بأكمله بأعماله الخالدة".
ولد بمحافظة بني سويف بمصر في 30 إبريل عام 1934، حصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة تخصص ديكور مسرحي عام 1958 ودرس فنون الزخرفة والديكور.
عمل في مؤسسة دار الهلال مشرفا على المجلات وظهرت رسومه في مجلتي (سمير) و(ميكي) للأطفال كما ساهم في إخراج مجلة (المسرح والسينما).
وتعاون مع كبرى دور النشر في تصميم أغلفة الكتب وإخراجها فنيا لا سيما مؤلفات الأديب المصري نجيب محفوظ.
كما ترأس تحرير مجلة (وجهات نظر) الشهرية وأقام عشرات المعارض الفردية في معظم الدول العربية وشارك في معارض جماعية عربيا ودوليا، عاش بالقاهرة وبيروت والتي كانت زيارته الفنية لها لمدة 3 سنوات من المعارض التي أقامها بمعظم الدول العربية منها معرض لأعماله ببيروت 1975 ومعرض للوحاته ببيروت 1985، معرض بقاعة إخناتون بمجمع الفنون بالزمالك 1985.
ونال جائزة معرض بولونيا لكتب الأطفال عام 2002 وجائزة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) عن ملصقه للعام الدولي للطفل عام 1979 وتقتني العديد من المتاحف والمؤسسات لوحاته.
يعد حلمي التوني واحدا من الفنانين التشكيليين الذين قاموا برسم أغلفة روايات أديب نوبل الكاتب الكبير نجيب محفوظ، كما أبدع لوحات ثلاثية لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، وترك بصمات مميزة في مجال كتب الأطفال.
في تصريحات تلفزيونية قبل وفاته أكد الرسام الشهير حلمي التوني أنه يرفع شعار البهجة طوال حياته في كل شيء، لذلك تفيض لوحاته بالحب بجميع أشكاله، قائلا: «اللوحات تفيض بالحب عشان أنا رافع شعار البهجة طول الوقت والله العظيم.. الناس محتاجة البهجة باستمرار، بطبيعتي أنا بصحى الصبح أغني وأرسم، الأغاني اللي بحطها ومعاها اللوحات دي بتجيلي الصبح، فبقول لازم أشارك مع الناس الفرحة واللطافة دي باللوحات».
وتابع الراحل حلمي التوني في تصريحاته السابقة: «عملت معرض لوحات عن الأغاني.. كل أغنية عملت لها لوحة.. مبعملش لوحة مطابقة للنص، لكن بعمل لوحة في جو الأغنية... أنا بحب الغناء جدا، لذلك بقول دايما إن اللي مبيغنيش لازم نخاف منه شوية، زمان كان صوتي حلو.. دلوقتي ودني بس اللي حلوة».
ورغم تقدمه في العمر على مدى السنوات الأخيرة، لم يتوقف إبداع حلمي التوني ولوحاته المبهجة والجذابة، وفي احتفالات عيد الأم بمارس الماضي، كشف عن إحدى لوحاته المميزة، وكتب عبر حسابه الرسمي: تذكرت أمي التي ترملت وهي في الأربعين من عمرها فكرست حياتها لتربيتنا نحن أولادها الثلاثة، وهذا أمر معتاد يتكرر كثيرا ـ هذه هي أمي البيولوجية التي لم تختارني ولم أختارها، لكن أمي التي اخترتها واختارها كل أبناءها المصريين هي «بهية» التي نغني لها «مصر يمه يا بهية» والتي أرسمها في كل لوحاتي ومع كلامي هذا أقدم أحدث لوحاتها..«بهية» التي تقدم قلبها وكل حبها لأولادها المصريين.
ونعى وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني الفنان حلمي التوني عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك حيث كتب نصا:«أنعي بمشاعر الحزن والأسى، الفنان الكبير حلمي التوني الذي أثرى الحركة الفنية التشكيلية بإبداعاته المتميزة، سائلًا الله أن يتغمده بواسع رحمته ويؤنسه برحابه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أسرته وأصدقائه ومحبيه وتلامذته الصبر والسلوان».
كما نعى الكاتب الكبير إبراهيم عبدالمجيد الفنان الراحل عبر صفحته على موقع الفيسبوك حيث كتب نصا: «ألف رحمة للفنان العظيم حلمي التوني، خالص العزاء للعائلة وللفن والفنانين والوطن».