القاهرة - سعيد فرماوي
زعم علماء الآثار أن الهرم الأكبر في الجيزة مزعزع من إحدى الجانبين وتم بناؤه من قبل العبيد للفراعنة منذ أكثر من 4500 عاما وهو المعجزة الوحيدة في العالم القديم التي نجت بحالة سليمة، وكشف الباحثون عن وجود خطأ في هيكل الهرم ما جعل الجانب الغربي منه أطول من الجانب الشرقي بعد إجراء مسح له، وعندما قاس فريق العمل القاعدة لم يجدوها مربعة تماما ما جعل بناء الهرم مصاب ببعض من الخلل من إحدى الجوانب، ويقول الباحثون أنه على الرغم من هذا العيب إلا أنه لا يزال يحظى بمستوى عال من الدقة، وأوضح المهندس غلين داش رئيس مؤسسة البحوث الأثرية الذي نفذ التقويمات مع علماء المصريات كيف استخدم الباحثون "الياسات" لقياس قاعدة الهرم للكشف عن التناقض.
وعمل داش مع عالم المصريات مارك لينر لقياس قاعدة الهرم عام 2015، وفي حين أن المتبقي اليوم من الهرم الهائل هو سلسلة من الاحجار الضخمة التي غطت مساحة أكبر من 21 فدانا من الحجارة البيضاء المصقولة، ومع مرور الوقت تم إزالة هذه الأحجار للبناء وترك هيكل الحجر الخام معرض للعوامل المختلفة لآلاف السنين، وتتبع فريق البحث هذه الحجارة التي شوهد القليل منها اليوم والتي تشكل نحو 54 مترًا من الهرم الذي يبلغ محيطه 920 متر، وظلت هذه الحجارة متكسرة لكنها نجت على مرت العصور، ووجد لينر وداش 84 نقطة على طول محيط القاعدة الأساسية للهرم حيث استطاعوا تتبع الخط الأساسي لقاعدة الهرم مع احتمال بنسبة 95% بأن القاعدة تقع بين خطين كحد أعلى وأدنى، وباستخدام الانحدار الخطي استطاع الفريق تقدير متوسط طول جانب الهرم بمقدار 230.363 متر، وكشف الباحثون عن خطأ صغير في البناء بمقدار 14.9 سم ما جعل الجانب الغربي للهرم أطول قليلا من الجانب الشرقي، وعلى الرغم من هذا النقص إلا أن الفريق تعجب من هندسة وتقدم المعماريين المصريين.
وكتب داش في تقريره " تشير البيانات إلى امتلاك المصريين مهارات رائع في وقتهم، ونأمل في النهاية في حساب كيفية تأسيس المصريين للهرم بهذه الدقة ونأمل في تعلم الكثير عن الأدوات والتكنولوجيا التي استخدموها"، ويواصل الباحثون الكشف عن أسرار الأهرامات باستخدام التكنولوجيا المتطورة، ومن المتوقع انتهاء مجموعة الباحثين من فحس الهرم الأكبر باستخدم الميونات هذا الشهر، ويستخدم الباحثون المسح لإنشاء خرائط للكشف عن التركيب الداخلي للهرم الذي يبلغ ارتفاعه 146 مترا مشيرين إلى إمكانية استكشاف الأسرار القديمة المدفونة تحت الأحجار، وتخترق الميونات الصخور وغيرها من الكتل وتتوقف في النهاية، وتكمن الفكرة في الحصول على الميونات بعد مرورها خلال الهرم وقياس طاقتها ومسارها، ويمكن بعدها للباحثين تجميع صورة ثلاثية الأبعاد للكشف عن حقيقة الغرف الخفية.