عمان - إيمان أبوقاعود
أكَّد رئيس "مركز ميشع للدراسات وحقوق الإنسان"، الدكتور عبدالله حديثات، في حديث إلى "مصر اليوم"، أن "المركز يسعى إلى استعادة مسلة "ميشع" من متحف اللوفر في باريس"، موضحًا أن "المسلة تُشكِّل جانبًا مهمًا من الهوية الوطنية الأردنية".
وأضاف حديثات، أن "مسلة ميشع تُشكِّل جانبًا من الهوية الوطنية الأردنية فهي تربط الأردن الحديث بجذوره التاريخية، وتؤكد أن الأردن ليس دولة طارئة دون تاريخ كما يدعي البعض حيث كتبت في العام 850 قبل الميلاد، وأهميتها لا تقل عن البتراء بالنسبة للأردنيين".
وأشار حديثات، إلى أن "إرجاع المسلة يعني إعادة إرث تاريخي نعتز به، وتكمن فيه أغلى القيم المعنوية، وهو ملف حماية آثار الأردن التاريخية والتراثية"، معتبرًا أن "عودة مسلة "ميشع" يعني إيجاد بصيص أمل في إعادة الآثار والتراث والشواهد التاريخية إلى حضن الدولة الأردنية في المستقبل".
وختم حيثات، أن "مركز ميشع للدراسات وحقوق الإنسان، لا يستطيع أن يتحرك لوحده لولا تضافر الجهود الوطنية لإعادتها، من خلال تشكيل لجان من أبناء المجتمع الأردني للبحث بالطرق والوسائل الإدارية والقانونية التي من شأنها إعادة المسلة للتواصل من السفارة الفرنسية في المملكة، ومطالبتها بنقل رغبة الشعب الأردني في إعادة هذا الإرث التاريخي، والمتابعة مع المنظمة العالمية (اليونسكو) التي تهتم بالتراث العالمي لطرح قضيتنا العادلة استنادًا إلى القانون الدولي لاستعادة الآثار المتمثل في اتفاق العام 1972".
وتعتبر مسلة أو حجر "ميشع"، مسلة تاريخية كتبها الملك ميشع، ملك المملكة المؤابية، والتي ظهرت في وسط وجنوب الأردن، في القرن التاسع قبل الميلاد، وتعتبر من أقدم المسلات التاريخية في بلاد الشام، حيث خلَّد الملك ميشع فيها انتصاراته على إسرائيل في عام 850 قبل الميلاد.
واكتشفت المسلة في ذيبان عاصمة المؤابين، في العام 1868 على يد أحد الرهبان الألمان العاملين في القدس، إبان العهد العثماني الذي قام بنقلها على الدواب إلى حيفا، ثم نقلها عن طريق البحر إلى فرنسا لتستقر هناك حتى اليوم في متحف اللوفر، والتي تعد من أهم الآثار الموجودة في المتحف حتى الآن.
وتكمن أهمية المسلة بأنها تُؤرِّخ للأردن في العصور القديمة، كما أنها تُعد شاهدًا قويًّا على الزعامة والشهامة والبطولات الأردنية عبر العصور، حيث أبرزت الانتصارات التي حققها الملك المؤابي، في تلك الفترة على اليهود، ووجودها تأكيد قوي على قدم جذور الدولة الأردنية.
وتتكون المسلة من 34 سطرًا منقوشة من الحجر البازاتي الأسود، كانت تعرف في القرن التاسع عشر بـ"الحجر المؤابي"، وتبلغ أبعاد المسلة 124 سم ارتفاعًا، و71 سم عرضًا، وهي مقوسة من الأعلى.
تجدر الإشارة إلى أن "مركز ميشع للدراسات وحقوق الإنسان"، تيعمل على تحقيق جملة من الأهداف خلال المرحلة المقبلة، يتقدَّمها السعي إلى كسب الإنسان، والعمل المؤسسي المتميز، والمبني على أسس علمية ومنهجة، إضافة إلى تحقيق التميز والريادة في كل ما يُقدِّمه، كما يعمل على مواكبة أحدث طرق ووسائل التدريب والتوعية والسعي لتحقيق الريادة في المجالات كافة التي من شأنها النهوض بمستوى المواطن على الأصعدة المختلفة، والمساهمة في التطوير للأفراد والمؤسسات، مع التركيز على الثقافة والإرث الأردني والدفاع عنها بكل الوسائل الحضارية.