واشنطن - رولا عيسى
وجدت الأبحاث أن سلالات رئيسية من الإنفلونزا التي يغطيها لقاح الفيروس تنتقل مع سلالات الفيروس الصغيرة التي لا يغطيها اللقاح؛ إذ تعزز الأمصال عادة نظام المناعة في الجسم لحمايته ضد سلالات رئيسية منها، ولكن الأبحاث وجدت أن الإنفلونزا تنتقل غالبًا في خليط من فيروس رئيسي ومتغيرات طفيفة لا تحمي منها الأمصال، وبالتالي يمرض الإنسان بسببها.
ويبيّن دكتور علم الأحياء والصحة العامة في جامعة نيويورك، أيلودي جديدين أنه لا تأتي عدوى فيروس الإنفلونزا من مزيج متجانس من الفيروسات، وإنما من خليط من السلالات التي تنتقل بين الناس، بينما اللقاح الحالي يستهدف السلالات السائدة، لأنها تصيب أكبر عدد من الناس، ولكننا توصلنا في الفترة الأخيرة إلى اكتشاف قدرة سلالات صغيرة من التهرب بطرق لم تكن معروفة سابقًا.
وتستهدف المعركة ضد الأنفلونزا في الجسم السلالات الرئيسية للفيروس، وهذه تصيب معظم الناس، في حين تصيب الدراسات الصغيرة عددًا أقل وبالتالي لم تركز عليها الكثير من الدراسات.
ودرس دكتور جديدن وزملاؤه عينات من حالات الإصابة بالإنفلونزا، وحددت التقنيات الجينية سلالات رئيسية للفيروس الأكثر خطورة إلى جانب مجموعة من المتغيرات الجينية الطفيفة، وأظهرت النتائج أن الأشخاص المصابين حملوا في الغالب فيروس A المتمثل في الشكلين H1N1 , H3N2.
ولكنها جميعًا حملت طفرات ومتغيرات من السلالات الرئيسية والثانوية، وأنتجت سلالات صغيرة تنتقل بسهولة بين الناس، وأكد جديدن بقوله: كنا قادرين على النظر في المتغيرات وربطناها بإصابة الأشخاص بالمرض.
وأثار العلماء أيضًا قدرة هذه الفيروسات على الاختلاط وتكوين فيروسات جديدة، ويتكلف لقاح الإنفلونزا حوالي 7 جنيهات إسترليني، ويكلف هيئة الخدمات الوطنية البريطانية نحو 100 مليون جنيه إسترليني سنويًّا.
ويتلقى الملايين من المرضى لقاح الإنفلونزا كل عام بمن فيهم كبار السن والنساء والحوامل ومرضى الربو وعمال الصحة الذين يحصلون عليه مجانًا، بالإضافة إلى قطاع كبير من العاملين في القطاع الخاص.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حذرت الكلية الملكية أن معدلات التطعيم في تشرين الأول/أكتوبر قلت بنسبة 6% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، ويعتقد الخبراء أن هذا التراجع ربما يعود إلى عدم فعالية اللقاح في الأعوام الماضية، فهو لم يحمِ سوى 34% فقط من اللذين أخذوه، وهو من المفترض له حماية ما يقرب من 50 إلى 60% في عام نموذجي.