لندن - ماريا طبراني
وجد الخبراء أن إطعام الأطفال الرضع الفول السوداني قد يقلل فرصهم في الإصابة بالحساسية عندما يتقدمون في السن، وقد تتبع علماء بريطانيون 550 طفل يعتبرون عرضة لخطر الإصابة بحساسية الفول السوداني، فوجدوا أنه إذا تم تغذية الرضع زبدة الفول السوداني أو وجبات خفيفة من الفول السوداني في العام الأول من حياتهم، كانوا 74% أقل عرضة لظهور حساسية الفول السوداني في الوقت الذي يتمون فيه ستة أعوام.
واقترح البحث الذي أجرته كينجز كوليدج لندن وجامعة ساوثهامبتون، أن تعريض الأطفال للفول السوداني في حين أنهم كانوا لا يزالون صغارًا، قد أعطاهم مناعة طويلة الأمد ضد الحساسية، حتى لو توقف الأطفال عن تناول الفول السوداني، سوف يظلون محميين ضد الإصابة بالحساسية، كما وجد الخبراء.
وأكد العلماء أن الآباء والأمهات ذوي الأطفال المعرضين للخطر يجب أن يتحققوا مع خبير قبل إطعام أطفالهم الفول السوداني، وتمت مراقبة الأطفال في الدراسة بعناية بحثًا عن علامات المرض، ولكن الباحثين قالوا أن على الحكومة أن تنظر في تغيير توجيهاتها، والتي تقدم المشورة بأنه لا ينبغي إعطاء الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي من الحساسية ضد الفول السوداني منتجات الفول السوداني، ليس قبل أن يتموا ثلاث سنوات من العمر.
وتضاعف عدد الأطفال البريطانيين الذين يعانون من حساسية الفول السوداني في العقد الماضي، مع واحد من 50 تلميذا في المدارس ممن يعانون الآن من الحساسية.
إن حساسية الفول السوداني تتطور في وقت مبكر من الحياة، ونادرا ما يتم علاجها حيث لا يوجد علاج لها حتى الآن، والأكثر خطورة أنه يمكن أن يسبب صدمة الحساسية، والتي يمكن أن تكون قاتلة في بعض الحالات.
ويعتبر العلماء أن الأطفال يكونون في خطر اذا كان لدى آبائهم حساسية أيضًا، أو كان لديهم الأكزيما أو حساسية من البيض، وبدأ المشاركون في تناول الفول السوداني قبل بلوغهم 11 شهرًا من العمر، ثم توقفوا لمدة 12 شهرا عندما أكملوا خمسة أعوام، ووجد العلماء أن الامتناع عن تناول الفول السوداني لمدة عام لم يزد نسبة الحساسية.
وقال البروفيسور جدعون لاك من كينجز كوليدج في لندن: "كان الهدف من دراستنا معرفة ما إذا كان الأطفال الرضع الذين تناولوا الفول السوداني سيظلون محميين ضد حساسية الفول السوداني بعد أن توقفوا عن تناول الفول السوداني لمدة 12 شهرا. هذا يدل بوضوح على أن الغالبية العظمى من الأطفال في الواقع لا يزال لديهم حماية طويلة الأمد".
وأضاف أستاذ لاك: "لا نعرف الآثار طويلة المدى لوقف تناول الفول السوداني في وقت مبكر من الحياة، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات".
وأكد المؤلف المشارك البروفيسور جراهام روبرتس من جامعة ساوثامبتون: "لقد وفرت لنا هذه الدراسات نتائج مثيرة للاهتمام، إذ أنه لسنوات عديدة أوصت المبادئ التوجيهية وأطباء الأطفال أن على الأطفال الرضع تجنب الفول السوداني. ومع ذلك، أظهرت هذه الدراسة أن الاستهلاك المستدام من الفول السوداني آمنا والنتائج تشير إلى انخفاض كبير وهام في تطوير حساسية الفول السوداني"، مضيفًا : "لقد حان الوقت بالنسبة لنا لإعادة النظر في المشورة ونرشد الآباء حول متى ينبغي إدخال الفول السوداني في الوجبات الغذائية للأطفال الصغار".
وأشار جاي بوبي، كبير المستشارين العلميين في وكالة المعايير الغذائية إلى أنه "على الرغم من أن تلك الدراسة ذات فائدة للوالدين، إلا أننا ننصحهم بالاستمرار في اتباع إرشادات الحكومة في تغذية الرضع الحالية، كما ينبغي التأكيد على أن هذا البحث أجري تحت إشراف متخصصي الحساسية.
وكشف البروفيسور باري كاي، وهو خبير الحساسية في امبريال كوليدج لندن أن "هذه هي الدراسات التاريخية التي عمل عليها فريق ملتزم من المحققين على مدى عشرة أعوام ".