السكتة الدماغية

توصلت دراسة جديدة إلى أن السكتة الدماغية قد تكون العارض الأول لـ"كوفيد-19" لدى المرضى الأصغر سنا.وأجرى الباحثون تحليل التلوي لبيانات 10 دراسات، شملت 160 مريضا مصابا بـ"كوفيد-19" تعرضوا للسكتة الدماغية، ووجدوا أن ما يقرب من نصف المرضى الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما كانوا دون أعراض في وقت ظهور السكتة الدماغية.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور لوسيانو سبوساتو، والأستاذ المشارك ورئيس أبحاث السكتة الدماغية في جامعة ويسترن في أونتاريو بكندا: "واحدة من أكثر النتائج التي فتحت العين في هذه الدراسة هي أنه بالنسبة للمرضى الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما، كان العديد منهم دون أعراض تماما عندما أصيبوا بسكتة دماغية مرتبطة بكوفيد-19، ما يعني، بالنسبة لهؤلاء المرضى، أن السكتة الدماغية كانت العارض الأول للمرض المميت".

وعندما ظهر "كوفيد-19" على مستوى العالم منذ أكثر من ثمانية أشهر، اعتبره الخبراء الطبيون أنه مرض تنفسي في المقام الأول. واليوم، بعد شهور من التقارير التي تفيد بأن مرضى "كوفيد-19" يعانون من جلطات دموية وانصمام رئوي وسكتات دماغية، يقولون إنه قد يكون أيضا مرضا وعائيا، بمعنى أنه يؤثر على الأوعية الدموية.

وقال سبوساتو لـ Medscape هذا الأسبوع: "في أوائل أبريل 2020، أدركنا أن كوفيد-19 كان مرضا شديد التجلط (يؤدي إلى تجلط الدم)"، وهو ما دفعه هو وزملاؤه إلى إجراء الدراسة.ووجدت الدراسة أن 43% من مرضى كوفيد-19 دون سن الخمسين ليس لديهم عوامل خطر سابقة للإصابة بالسكتة الدماغية. و48% من هؤلاء المرضى أصيبوا بسكتة دماغية قبل أن يصابوا بأي أعراض تنفسية لـ"كوفيد-19".

وأشار سبوساتو: "يجب أن نعتبر كوفيد-19 سببا جديدا أو عامل خطر للسكتة الدماغية. وعلى الأقل، من المحتمل أن يتم اختبار مرضى السكتة الدماغية بحثا عن عدوى SARS-CoV-2 إذا كانوا صغارا وكانوا يعانون من انسداد كبير في الأوعية الدموية، حتى في غياب أعراض الجهاز التنفسي النموذجية لمرض كوفيد-19".

لماذا يحدث ذلك؟

يتكهن الباحثون بأن تخثر الدم الذي يؤدي إلى السكتة الدماغية يمكن أن يكون ناتجا عن "الاستجابة الالتهابية المبالغ فيها" الناجمة عن فيروس كورونا الجديد.ويبدو أن "كوفيد-19" يسبب التهابا واسع النطاق في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ والرئتان والقلب والأوعية الدموية.

وفي الحالات الشديدة يمكن أن يكون هذا مميتا ويسبب سكتة دماغية أو فشلا تنفسيا. حتى في حالات المرض البسيطة، ويعتقد الباحثون أن هذا الالتهاب يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق ومشاكل العضلات ومشاكل عصبية يمكن أن تستمر لأسابيع أو أشهر.

وكتب الدكتور باباك نافي، المدير الطبي لمركز وايل كورنيل للسكتة الدماغية، على الموقع الإلكتروني للمستشفى يوم 26 أغسطس: "العدوى والالتهابات تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. كوفيد-19 هو عدوى تنتج تفاعلا التهابيا قويا. ويبدو أيضا أن كوفيد-19 يتسبب في حدوث نوبات قلبية. وكل هذه العوامل يمكن أن تؤدي إلى سكتة دماغية. كما يتسبب كوفيد-19 في مرض خطير، يمكن أن يؤدي إلى فشل العديد من الأعضاء، بما في ذلك الفشل الكلوي. إن الإصابة بمرض خطير وفشل العديد من الأعضاء يمكن أن يعرض المرضى لخطر أكبر للإصابة بالسكتة الدماغية. والتفسير الأخير المحتمل هو كيفية تأثير كوفيد-19 على نظام تخثر الدم. ويبدو أنه يعزز تكوين الجلطة، كما يتضح من الدراسات المختبرية لكننا لا نعرف بالضبط كيف".

ووفقا لمركز السيطرة على الأمراض، تشمل علامات السكتة الدماغية خدرا مفاجئا أو ضعفا في الوجه أو الذراع أو الساق، وخاصة في جانب واحد من الجسم. وارتباك مفاجئ أو صعوبة في التحدث أو صعوبة فهم الكلام، أي مشكلة الرؤية المفاجئة أو صعوبة مفاجئة في المشي أو دوار أو فقدان التوازن أو قلة التنسيق. إذا واجهت أيا من هذه الأعراض، فاطلب المساعدة الطبية على الفور.

وقد يهمك أيضًا:

أطباء يستعينون بالكهرباء لتعليم المرضى المصابين بالسكتة الدماغية المشي

شاب يصاب بسكتة دماغية مفاجئة بسبب حركة تلقائية نقوم بها يوميا