لندن ـ كاتيا حداد
كشف العلماء النقاب عن أول اختبار للدم في العالم يتنبأ عندما يكون الشخص معرضا للإصابة بمرض هنتنغتون (HD). وفقا للباحثين, عن طريق قياس مستويات البروتين التي تطلقها خلايا الدماغ التالفة، يقدم الاختبار أيضا طريقة سريعة وغير مكلفة للتنبؤ بمدى نجاح العلاج. ويعد اختبار الدم هو الأفضل مقارنة بمسح الدماغ الحالي وتحليل السوائل الشوكية. ووصف الخبراء النتائج بأنها تقدم كبير في البحوث عالية الدقة. يوجد هناك نحو 10.000 شخص في المملكة المتحدة البريطانية مصابون بمرض هنتنغتون و25.000 منهم في خطر.
وقام باحثون من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك جامعة لندن (أوكل) بتحليل 200 شخص لديهم الجينات للإصابة بمرض هنتنغتون. وكان لدى بعض المشاركين العلامات الدالة على الإصابة أو كانوا في مراحلها المبكرة. وأجريت الاختبارات، بما في ذلك مسح الدماغ والفحوصات الطبية، على مدى ثلاث سنوات لتحديد كيفية تأثير تطور المرض على تفكير المريض وحركته. كما تم أخذ عينات من الدم لقياس مستويات البروتين المعروف باسم سلسلة الضوء العصبية (NFL)، والتي تفرزها خلايا الدماغ التالفة. كما قام الباحثون بتحليل حوالي 100 شخص لم يكونوا معرضين لخطر الإصابة.
وكشفت النتائج، التي نشرت في مجلة "لانسيت" لعلم الأعصاب، أن مستويات سلسلة الضوء العصبية كانت عالية لدى الأشخاص المصابون بمرض هنتنغتون. بل وكانت مرتفعة عند أولئك الذين يحملون جينات المرض ولكنهم على بُعد سنوات من ظهور الأعراض. وكشفت النتائج أيضا أن مستويات سلسلة الضوء العصبية تزداد كلما تفاقم مرض هنتنغتون تدريجياً وانكمشت دماغ المريض.
وقال الدكتور إدوارد وايلد, القائم على الدراسة في جامعة لندن: "إن سلسلة الضوء العصبية لديها القدرة على أن تكون بمثابة عداد السرعة لدى المصابون بمرض هنتنغتون، حيث أن اختبار دم واحد يعكس مدى سرعة تغير الدماغ. "لقد كنا نحاول تحديد المؤشرات الحيوية للدم للمساعدة في تتبع تطور مرض هنتنغتون لأكثر من عقد من الزمان، وهذا هو أفضل حل رأيناه حتى الآن"، على حد وصف هيئة الإذاعة البريطانية.
يقترح الباحثون أن اختبار الدم هذا قد يوفر وسيلة سريعة وغير مكلفة للتنبؤ بخطر إصابة الشخص بمرض هنتنغتون بدلا من مسح الدماغ الحالي وتحليل السوائل الشوكية. ويضيفون أن فحص الدم قد يكون مفيداً، خصوصا عند تحديد ما إذا كان من المرجح أن تكون هذه العلاجات ناجحة. وتعليقا على النتائج, خلص البروفيسوران كريستوفر روس وجي بانغ من جامعة جون هوبكنز إلى أن "الدراسة تمثل تقدمًا كبيرًا في مجال علاج مرض هنتنغتون ومرض التنكس العصبي عموما". وقد بدأ الباحثون في الدراسة منذ ذلك الحين بإجراء تجربة أكبر. وقد تؤدى هذه النتائج إلى وقف التجارب السريرية المقرر إجراؤها في الولايات المتحدة الأميركية العام المقبل، بالإضافة إلى التجارب الجارية حاليا في الصين.