لندن ـ كاتيا حداد
يجرب المراهقون تناول أقراص الحمية الغذائية في ظل الضغط ليكونوا أكثر نحافة، إلا أن تلك العقاقير تأتي مع آثار جانبية ربما تكون خطيرة، ويتم الإعلان عن أقراص إنقاص الوزن باعتبارها الحل السريع لخسارة الوزن والحصول على شكل مثالي، ويتناولها المراهقون متجاهلين تحذيرات الخبراء الصحيين من مخاطرها.
وتبين الأبحاث أن تلك المكملات الغذائية تحتوي على مواد كيميائية سامة ربما تفسد هرمونات المراهقين ونموهم وصحتهم النفسية، في حين أن جسمهم لا زال يتطور، وتعد أقراص الحمية غير آمنة لجميع الأعمار ولا سيما للمراهقين، حيث تتداخل الأقراص مع نظام جسدهم وتقلل من العناصر الغذائية لا سيما الحديد والكالسيوم.
وكشفت دراسة حديثة من قبل جمعية طب الأطفال الكندية في عام 2004 : "أن بالنسبة للأطفال والمراهقين يؤثر التقليل الهامشي في استهلاك الطاقة وربما يصاحبه تباطؤ في النمو"، وحذر الخبراء من التهديدات المحتملة لأقراص الحمية التي يمكن في الحالات القصوى أن تمزق بطانة المعدة وربما تؤدي إلى الموت، وغالبًا ما تحتوي أقراص الحمية على مكونات مثل فينترمين أورليستات وسيبوترامين، فربما تساعدك على فقدان الوزن من خلال العبث بالتنظيم الطبيعي للجسم، لكنها تأتي مع مجموعة من الآثار الجانبية بما في ذلك زيادة معدل ضربات القلب والإغماء والنزيف غير العادي والنوبات القلبية.
وذكرت إدارة الأغذية والعقاقير في عام 2009، أن 69 نوعًا من أقراص الحمية الغذائية المختلفة تحتوي على مواد يمكن أن تسبب نوبات وسكتات دماغية، وقال الدكتور لويد د. جونستون، من جامعة ميشيغان عندما بدأ تحليل استخدام أقراص الحمية الغذائية بين طلاب المدارس الثانوية، إنه وجد بها عنصر مشترك تسبب في السكتات الدماغية، وعلى الرغم من إزالة هذا العنصر من الأقراص منذ 1980، إلا أنه أوضح أن أقراص اليوم لا تقل خطورة من حيث المخاطر التي تشكلها، متابعًا "وجدنا أيضًا أن أولئك الذين تناولوا حبوب الحمية كانوا أكثر عرضة لتناول المواد المخدرة غير المشروعة الأخرى بخلاف الماريغوانا".
وزعم باحثون من جامعة مينيسوتا، أن استخدام أقراص الحمية بين الفتيات المراهقات ارتفع بشكل ملحوظ خلال فترة 5 أعوام، حيث قفز من 7.5% إلى 14.2% عام 2006، موضحين أن 63% من المراهقات يستخدمن سلوكيات غير صحية للتحكم في وزنهم، بينما تستخدم 22% منهم سلوكيات غير صحية للغاية للتحكم في وزنهم، وفي الولايات المتحدة يعاني نحو 24 مليون شخص من اضطراب الأكل، وعلى الرغم من أن إدارة الأغذية والعقاقير يمكنها التحذير من استخدام أقراص الحمية إلا أن التسميات المتعدة التي تحملها تلك المكملات تعني مزيدًا من الصعوبة في تقييد مبيعاتها.
واعترفت الممثلة تيا موري مؤخرًا بأنها تستخدم أقراص الحمية للحفاظ على قوامها النحيل عندما تكون تحت أضواء هوليوود، مؤكدة أنها لاحظت تسارع نبضات قلبها بسبب أقراص الحمية الغذائية، وكتبت موري في كتابها "لم أشهر أنني بدينة ولكن الضغط الذي أشعر به لكوني أظهر على شاشة التليفزيون مع الرغبة في أن أبدو مثيرة وجميلة سيطروا علي، أنا لست فخورة بذلك لقد أصبحت أنحف حقًا ولكن أقراص الحمية تسبب تسارع دقات قلبي، وكنت أعلم في قرارة نفسي أنني أؤذي نفسي".
ومن المثير للقلق زيادة مبيعات أقراص الحمية عبر الإنترنت، وتصف مايو كلينيك أقراص الحمية الغذائية، بأنها خطيرة بشكل صريح، وتنصح الناس بالتحدث مع الطبيب قبل تناول تلك الأقراص، وحتى تنظيم فقدان الوزن بالعقاقير التي يصفها الأطباء يمكن أن يكون لها آثارًا جانبية سيئة بما في ذلك الإسهال، وغالبًا ما تكون تلك المنتجات غير منظمة ويمكن أن تحتوي على مواد غير مرخصة للاستهلاك البشري، مثل المبيدات، وثبت أن تكون قاتلة.
ويقال أن المشاهير مثل كيم كاردشيان وسام فير، استخدمن أقراص الحمية لإنقاص وزنهم، ويعتقد أن التدخل بانتظام يساعد على فقدان الوزن بشكل فعال بمقدار 7 أضعاف عن أولئك الذين لا يعتمدون على نظام معين، ومن الطرق الصحية الأخرى لإنقاص الوزن ممارسة الرياضة وتغيير عادات الأكل وشرب المزيد من المياه.