النوم

كشفت أبحاث حديثة في جامعة هارفارد، أن ثلثي النساء اللاتي تزيد أعمارهن عن 40 عاما يستيقظن مرة واحدة على الأقل خلال الليل، في حين أن تقرير معهد النوم الأميركي، وهو مركز متخصص لطب النوم في الولايات المتحدة، وجد أن ربع النساء اللاتي تزيد أعمارهن عن 40 عاما يدخلن في فئة "النوم ثنائي الطور" الذي ينام فيه المرء على فترتين منفصلتين خلال 24 ساعة، كما هو معروف، يميل الفرد إما نحو "القيلولة" من النوم لمدة خمس أو ست ساعات في الليل، بالإضافة إلى قيلولة النهار من 30 إلى 90 دقيقة، أو إلى التناغم لمدة يومين، بالنوم لمدة ساعتين إلى أربع ساعات بينهما فترات استيقاظ.

هذا ليس شيئا يمكننا السيطرة عليه، وهو مرتبط بعمرك ونمط الساعة البيولوجية المتكررة بشكل طبيعي كل أربع وعشرين ساعة، حتى في غياب التقلبات الخفيفة، والتي تقرر ما إذا كنت من النشطين ليلا أو نهارا، وبختلف النوم ثنائي الطور عن الأرق في أن الفرد يحصل على قسط كاف من النوم.

يقول روجر إكيرتش، مؤلف كتاب "At Day’s Close: A History of Nighttime"، إن ثنائي الطور أو "النائمين في العصور الوسطى" يقتربون من الوضع الطبيعي للنوم الذي نطمح إليه اليوم (الثماني ساعات).

ويضيف: "لآلاف السنين حتى العصر الصناعي، والناس ينامون مرتين". "النوم الأول أعمق، ويكون من غروب الشمس حتى نحو 02:00، يليه فاصل من اليقظة، وعادة ما تستغرق ساعة، ثم النوم الثاني أخف حتى نحو 06:00، أو في وقت لاحق، وذلك في فصل الشتاء".
ووفقا لإكيرتش فإن الفاصل من الاستيقاظ عادة ما يكون لزيارة الجيران، أو الصلاة، أو ممارسة الجنس، ويضيف أنه مع وصول الإضاءة الاصطناعية في العشرينيات من القرن التاسع عشر بدأ النوم يشكل نمطا جديدا وهو ما نعرفه الآن.

ويتفق الدكتور بريوني شيفيز، وهو طبيب نفسي من معهد علم الأعصاب والمتخصص في النوم والساعة البيولوجي قائلا إن "بعض الناس تستيقظ في الليل والبعض الآخر لا، كما أن بعض الناس نشطة صباحا وغيرها من النشطين مساء، لذلك الإقلاع عن قواعد صارمة بشأن النوم يمكن أن يقلل من القلق الذي غالبا ما يعيق ليلة نوم جيدة".

ولكن هل هناك أي فوائد أخرى للنوم ثنائي الطور؟ النائمون على فترتين غالبا ما تجد أنهم ينامون ساعات أقل عموما ولكن ما أن يستيقظوا يشعرون بأنهم أكثر انتعاشا.

وفقا لتقرير في مجلة الغدد الصماء والتمثيل الغذائي، فإن "ثنائي الطور" يعزيز النوم العميق (عندما يبدأ المخ والجسم في المرحلة الأولى من النوم وأخذ قسط من الراحة، ثم يستيقظ وينام مرة أخرى (عندما يحلم) خلال المرة الثانية، يعزز ذلك نوعية النوم.

نيك ليتلهاليس، مدرب النوم لفرق كرة القدم في الدوري الممتاز، يوافق على أننا يجب أن نفكر أقل من حيث الاستمتاع بنوم ليلة لا مثيل لها وأكثر من حيث مراحل النوم، قائلا: "نحن جميعا نهتم بممارسة الرياضة والنظام الغذائي في هذه الأيام، ولكن عندما يتعلق الأمر بالنوم نحن نفكر في أنه لدينا سوى سبع أو ثماني ساعات متبقية حتى علينا أن نفعل كل شيء مرة أخرى".

بدلا من ذلك، فإنه ينصح الناس للتفكير في أربع إلى خمس مرات من النوم لمدة 90 دقيقة على مدار 24 ساعة. "لماذا لا تستيقظ في الثانية صباحا بعد أول أو ثاني أو ثالث دورة من النوم والقيام ببعض الكي، أو تحضير الغداء الخاص بك في اليوم التالي، قبل أن تعود إلى السرير؟".

منذ توقفت عن القلق حول طريقتي غير العادية للنوم، سخرت وقت الاستيقاظ لمنفعتي، حيث تقلصت كومة الملابس التي تحتاج إلى كيها إلى حد كبير نتيجة لفترات الاستيقاظ ليلا. وأصبحت أقل قلقا خلال اليوم حيث خصصت منتصف الليل للتفكير في مشاكلي والعمل على كيفية التعامل معها، لذلك ربما حان الوقت لوقف الطموح إلى أن أسطورة الثماني ساعات من النوم دون انقطاع في الليل، هي من تساعد على النوم بطريقة جيدة.​