التفاؤل

سلطت دراسة حديثة الضوء على دور مشاعر التفاؤل في تحسين الصحة العامة وجهاز المناعة للقاحات والأدوية بشكل عام، محذرة في الوقت ذاته من الإفراط في التفاؤل المؤدي إلى الإهمال.وقالت مجلة 'فوكاس' الإيطالية إن التفاؤل يؤدي بالفعل إلى إطالة العمر لأنه يحد من مخاطر صحية جسيمة مثل الأورام والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

أوضحت الدراسات أن المتفائلين ينتجون أجساما مضادة بنسبة 73% أكثر بعد حصولهم على لقاح التهاب الكبد 'ب'، وفقا لمسح أجرته جامعة بيتسبرج في الولايات المتحدة الأمريكية.

تم التحقق من النتائج نفسها بالنسبة للإنفلونزا ولقاحات أخرى، فقد خلُصت لينا برايدون، اختصاصية علم النفس في جامعة كوليدج لندن، بعد تحليل نتائج التفكير الإيجابي على الاستجابة للقاح، إلى أن 'التفاؤل يعمل كمحفز للقاحات، وأنه يعزز تأثيرها وكذلك مواجهة التأثير السلبي للتوتر الذي يؤدي بدوره إلى الالتهابات'.

وأكدت ماريا كاتينا كواتروباني، أستاذة علم النفس الإكلينيكي والمديرة العلمية لمركز البحوث والتدخل النفسي في جامعة ميسينا: 'إن تأثير الحالة النفسية على جهاز المناعة واضحة، حيث ثبت لدى مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الكيميائي، نتائج أفضل بكثير لدى المتفائلين لأن الاستجابة المناعية تحفز العلاج على العمل بشكل أكبر'.

كان التأثير أكثر وضوحا لدى كبار السن، وفقا لمسح آخر أجرته ماريا كاتينا كواتروباني، التي تقول إن 'أولئك الذين يميلون بشكل طبيعي إلى الانهزامية كانوا أكثر عرضة للإصابة، بل إنهم يصيبون أفراد الأسرة بنظرتهم التشاؤمية'.

وتشير هيرنانديز إلى أن 'المتشائمين أكثر خمولا ويدخنون أكثر ويزيد وزنهم في أغلب الأحيان'، كما أنهم أكثر عرضة لإجراء جراحات الأوعية المتكررة، بينما توصل آلان روزانسكي ، من قسم أمراض القلب في مستشفى ماونت سيناي في نيويورك، الذي حلل 15 دراسة على نحو 230 ألف شخص، إلى أن المتفائلين لديهم احتمال أقل بنسبة 35% للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

رغم فوائد التفاؤل، دعت الدراسات إلى عدم المبالغة فيه، تجنبا لما يعرف بمتلازمة بوليانا، التي سميت على اسم بطل رواية الأطفال 'غير قابل للشفاء' التي ألفها إليانور هودجمان بورتر، والتي تشير إلى أن تجاهل الجوانب السلبية الحتمية للحياة يمكن أن يصبح سلاحا ذو حدين.

فعدم الاعتراف بالمشكلات في الواقع يجعل من المستحيل حلها ويزيدها سوءا، علاوة على ذلك، كما يؤكد إنريكو زانالدا ، رئيس الجمعية الإيطالية للطب النفسي، فإن 'التفاؤل المفرط يصبح وسيلة لإهمال المسؤولية وبالتالي عدم إدراك المخاطر، ما يمكن أن يعرضك لحوادث السيارات والمخاطر المتنوعة، باختصار، يجب أن نتمتع بنظرة متفائلة للمستقبل مصحوبة بوعي للمخاطر المحيطة ومسؤولية عن تجنبها قدر الإمكان.

   قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

دراسة تؤكد أن النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط يحسن الاكتئاب لدي الذكور

أخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي مفيد للصحة النفسية ويقلل الاكتئاب