تعديل العظام

تبدأ البشرة بالترهل مع التقدم في السن وتظهر عليها التجاعيد والخطوط الدقيقة، وقد تبدأ بالظهور بشكل بسيط في عمر العشرينات، ولكنها تظهر بشكل أوضح في عمر الثلاثينات، فظهورها يعتبر علامة من علامات تقدم العمر لدى السيدات والرجال أيضًاـ وقد أصبح هناك عمليات تجرى لشد بشرة الوجه ولكن مع الدراسات الحديثة يعتقد الجراحون أن "تعديل العظام" يمكن أن يحدث تغيرا في مستقبل علاجات التجميل، فمع تقدم العمر ليست فقط بشرتنا ما تصاب بالترهل ولكن عظام الوجه أيضا تتحول وتتغير مع مرور الوقت.

 قام باحثو جامعة روتغرز في نيو جيرسي الطبية بإجراء دراسة لمعرفة التغييرات التي تحدث للبشرة والوجه مع الشيخوخة على مدى 8 سنوات، وقالوا أن النتائج يمكن أن تفتح "نموذجا جديدا كليا" في الوقاية من شيخوخة الوجه، وأضافوا أن أدوية هشاشة العظام والأجهزة الميكانيكية المستخدمة في الجراحة المتعلقة بالجمجمة والوجه يمكن أن تعالج أعراض الشيخوخة.

درس الباحث الرئيسي بوريس باسكوفر، من قسم جراحة الرأس والرقبة بالجامعة، مجموعة من أربعة عشر مريضًا تتراوح أعمارهم بين 40 و 55 عامًا، وعلى مدار الدراسة، خضع المرضى للتصوير الوجهي المتكرر الذي تضمن كامل الوجه وعظام الجمجمة، وتم العثور على تغييرات بالهيكل العظمي التي تحدث في المناطق التي تجرى بها جراحات التجميل حول الخدين، الحاجبين، حول العين والجبين.

وأشار الدكتور باسكوفر إلى حدوث انخفاض في ثلاث زوايا هامة تستخدم لقياس هندسة الوجه وهو ما يبدو أن عظام الوجه تتحول وتميل إلى الأمام، وكتب في مجلة "غاما" لجراحة الوجه: أن "هذه التغييرات العظمية في العظام تسهم على الأرجح في ظهور العديد من التغييرات للبشرة في منتصف عمر الشيخوخة" وأشار إلى طيات الأنف البارزة، وتفريغ الوجه، وفقدان الأسنان وكل هذا يؤدى إلى نتائج ترهل العظام.

وتابع الدكتور باسكوفر أن الأجهزة الميكانيكية الموجودة المستخدمة في تقويم الأسنان قد تعمل في تعديل تغيرات العظام المرتبطة بالعمر، موضحًا بقوله : "قد تسمح لنا ليس فقط للعلاج ولكن أيضا لمنع حدوث هذه التغييرات، وإعطاء أملا جديدا في الوقاية من شيخوخة الوجه".

ومن المعروف أنه في الوقت الحالي يتم تنفيذ أكثر من طريقة لاستعادة شباب البشرة ومحاربة التجاعيد، كعمليات شد الوجه، والبوتوكس والفيلر، ولكن الخبراء يقولون أن الأدوية المستخدمة تقليديا لعلاج هشاشة العظام، والتي تم ربطها مع وجود آثار جانبية، يمكن استخدامها لبناء كثافة العظام.

ورحب جراح التجميل البريطاني البارز غارى روس في مانشستر، بالأبحاث الجديدة، قائلا انه أملا لفتح مجالات جديدة للعلاج، وأوضح لصحيفة الديلي ميل البريطانية بقوله: "بالتأكيد، نحن على بينة من شيخوخة الهيكل العظمي للوجه، والنمو الظاهري من الغضروف ونسب وانخفاض حجم الأنسجة الرخوة". وأضاف أن "تقويم الأسنان التجميلي والتلاعب في الهيكل العظمي هو مجال التوسع السريع في جراحة محاربة تجاعيد الوجه.. بعد أن قرأت هذه الأبحاث الجديدة، أتمنى أن تنظر في شيخوخة الوجه للمرضى الذين يخضعون بالفعل لعلاج هشاشة العظام فقد يعطينا نظرة ثاقبة ما إذا كانت هذه العلاجات الدوائية قد تفتح نموذجا جديدا في الوقاية من شيخوخة الوجه".

وتظهر الأرقام الصادرة عن الجمعية الأميركية لجراحة التجميل، زيادة بنسبة 28 في المائة في عدد الأشخاص الذين يخضعون لعمليات إزالة تجاعيد الوجه بين عامي 1997 و 2015، هذا الإجراء، المعروف طبيا بـ "ريتيدكتومي"، يرفع ويشد الجلد للمساعدة في أن تبدو البشر أكثر شبابا وسلاسة، ويمكن أن تكلف هذه العمليات ما يزيد عن 12،900 دولار (10000 جنيه إسترليني)، والآثار الجانبية للجراحة التجميلية يمكن أن تشمل فقدان الشعر، ندوب سميكة وإصابة الأعصاب.