لندن ـ كاتيا حداد
توصلت دراسة حديثة، إلي أن الجمع بين المضادات الحيوية المضادة للجراثيم ومركّب يعطي الفانيليا طعمها الغني، قد يوقف انتشار البكتيريا المقاومة للعقاقير، ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، كشفت دراسة ألمانية جديدة إلي ان خلط عقار "سبكتينومايسين"، مع الفانيليا يزيد من قدرة المضاد الحيوي علي إعاقة الخلايا البكتيرية ومنع نموها.
تم استخدام عقار سبكتينومايسين في أوائل الستينات من القرن الماضي كمضاد حيوي لعلاج مرض السيلان، إلى ان طوّرت شركة الأدوية "Subaru Tecnica International" مقاومته له ليصبح العقار الأكثر فعالية ضد نيسرية السيلان.
وقد حذّر الخبراء سابقا من أن مقاومة المضادات الحيوية تشكّل خطرًا كبيرًا مثل "الإرهاب"، ويُعتقد أن نقص الأدوية الجديدة إلى جانب الإفراط في وصفها قد أدى لأزمة المقاومة، والتي وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) "لديها القدرة على التأثير على أي شخص، في أي عصر، في أي بلد".
وقام باحثون من المختبر الأوروبي للبيولوجيا الجزئية في مدينة "هايدلبيرغ"، بعرض ما يقرب من ٣٠٠٠ تركبية و مضافات غذائية ومزجهم مع ثلاثة انواع مختلفة من البكتيريا المسببة للمرض و قد وجدوا اكثر من ٥٠٠ مزيج يعزز فعالية المضادات الحيوية، وتم اختبار مجموعة مختارة من هذه المجموعات من البكتيريا المقاومة للعقاقير المتعددة و التي تم اخدها من المصابين بالمستشفيات.
وقالت الدكتورة آنا ريتا بروشو، المشرفة الرئيسية على الدراسة، عن مزج عقار السبكتينومايسين والفانيليا "أظهرت نتائجنا ان هذا المزيج أحد أكثر التآثرات الفعالة والواعدة"، كما أوضح الطبيب المشارك في البحث ناسوس تايبس بقوله "يمكن أن تؤدي المضادات الحيوية إلى أضرار جانبية وآثار جانبية لأنها تستهدف البكتيريا الصحية أيضًا. لكن آثار هذه الأدوية هي انتقائية للغاية والذي من شأنه أيضا أن يحد من تطور البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية، لأن البكتيريا السليمة لن تتعرض لضغوط، والتي يمكن تحويلها لاحقا إلى البكتيريا الخطيرة".
وقال البروفيسور شون برادي، من جامعة روكفلر في نيويورك "على الرغم من توافر المضادات الحيوية على نطاق واسع، فإن الأمراض المعدية تظل السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم وفي غياب تطوير عقاقير جديدة، من المتوقع أن ترتفع معدلات الوفيات الناجمة عن العدوى غير القابلة للعلاج إلى أكثر من عشرة أضعاف بحلول عام 2050"، كما صنّفت منظمة الصحة العالمية مقاومة مضادات الميكروبات باعتبارها "تهديدًا خطيرًا" لكل منطقة في العالم.
وتم اكتشاف "البنسلين"، وهو المضاد الحيوي الأول والأكثر شهرة، بواسطة عالم الميكروبات الاسكتلندي ألكسندر فليمنغ في عام 1928 وسمح اكتشافه للأطباء بعلاج المرضى المصابين بالعدوى، مما أدى إلى إنقاذ ملايين الأرواح، ومع ذلك، بعد أقل من قرن من اكتشاف فليمنغ، هناك عدد قليل من المضادات الحيوية الثمينة المتبقية، والعديد من الجراثيم الفيروسية المقاومة للعلاج.
وتشير الأرقام إلى أن ما يصل إلى 50 ألف شخص يموتون كل عام بسبب العدوى المقاومة للمضادات الحيوية في أوروبا والولايات المتحدة وحدها، وعلى الصعيد العالمي، يموت ما لا يقل عن 700 ألف شخص سنويًا بسبب مضاعفات مقاومة المضادات الحيوية الناجمة عن أمراض مثل الملاريا والإيدز والسل