فيروس «كورونا المستجد»،

ابتكر باحثون لقاحاً لـ«كوفيد - 19»، الناتج عن فيروس «كورونا المستجد»، قابلاً للاستنشاق يكون ثابتاً في درجة حرارة الغرفة لمدة تصل إلى 3 أشهر، ويستهدف الرئتين بشكل خاص وفعال. ووجد الباحثون أيضاً أن آلية توصيل هذا اللقاح، والتي تعتمد على جسيم خارجي مشتق من الرئة يسمى «الإكسوزومات»، أكثر فاعلية في التهرب من بطانة الغشاء المخاطي للرئة، من الجسيمات النانوية الدهنية المستخدمة حالياً في بعض اللقاحات التجريبية الأخرى. وقاد كي تشينغ، أستاذ الهندسة الطبية الحيوية بجامعة كارولاينا الشمالية بأميركا، جهود تطوير النموذج الأوّلي للقاح من إثبات المفهوم إلى الدراسات على الحيوانات.

يقول تشينغ في تقرير نشره أول من أمس، الموقع الرسمي لجامعة كارولاينا الشمالية: «هناك الكثير من التحديات المرتبطة بإيصال اللقاح التي أردنا معالجتها، فأخذ اللقاح عن طريق الحقن العضلي أقل كفاءة في إدخاله إلى الجهاز الرئوي، وبالتالي يمكن أن يحد من فاعليته، واللقاحات المستنشقة ستزيد من الفائدة في مواجهة كوفيد - 19». ويضيف: «الأمر الثاني هو أن لقاحات (الرنا المرسال) تتطلب في صيغتها الحالية تخزيناً بارداً وعاملين طبيين مدربين لتقديمها، واللقاح المستقر في درجة حرارة الغرفة والذي يمكن إعطاؤه ذاتياً من شأنه أن يقلل بشكل كبير من أوقات انتظار المرضى، بالإضافة إلى تخفيف الضغط على الأطباء في أثناء الجائحة، ومع ذلك فإن إعادة صياغة آلية التوصيل أمر ضروري حتى يعمل من خلال الاستنشاق».

ومن أجل توصيل اللقاح مباشرةً إلى الرئتين، استخدم الباحثون «الإكسوزومات» التي تفرَز من الخلايا الكروية في الرئة، وهي عبارة عن حويصلات نانوية الحجم تم التعرف عليها مؤخراً كوسيلة ممتازة لإيصال الدواء. ونظر الباحثون أولاً فيما إذا كانت «الإكسوزومات» قادرة على توصيل البروتين أو «شحنات» الرنا المرسال عبر الرئتين. وقارن الباحثون توزيع «الإكسوزومات» والاحتفاظ بمكونات اللقاح سواء من البروتين أو الرنا المرسال، مع الجسيمات النانوية المستخدمة مع لقاحات «الرنا المرسال». في ورقة بحثية نُشرت (الثلاثاء) الماضي في دورية «نيتشر بايو ميديكال إنجينيرنغ»، أظهر الباحثون أن الجسيمات النانوية المشتقة من الرئة كانت أكثر فاعلية في توصيل الرنا المرسال والبروتين إلى القصيبات وأنسجة الرئة العميقة من الجسيمات الصناعية.

وبعد ذلك، ابتكر الباحثون واختبروا لقاحاً للجسيمات الشبيهة بالفيروس (VLP) قابلاً للاستنشاق، يعتمد على البروتين، من خلال تزيين الجزء الخارجي من «الإكسوزومات» بجزء من بروتين (سبايك) الفيروسي. يقول تشينغ: «يمكن للقاحات أن تعمل بوسائل مختلفة، على سبيل المثال، تقدم لقاحات الرنا المرسال نصاً إلى خليتك وتوجهها لإنتاج أجسام مضادة لبروتين (سبايك)، من ناحية أخرى، يقدم لقاح الجسيمات الشبيهة بالفيروس جزءاً من بروتين سبايك إلى الجسم، مما يؤدي إلى تنشيط الجهاز المناعي لإنتاج الأجسام المضادة للبروتين». وفي نماذج القوارض، أدى اللقاح الجديد إلى حمايتها من الإصابة بالفيروس، بعد جرعتين من اللقاح، وظل اللقاح مستقراً في درجة حرارة الغرفة لمدة ثلاثة أشهر.

ولاحظ الباحثون أنه في حين أن العمل واعد، لا تزال هناك تحديات مرتبطة بإنتاج وتنقية الإكسوزومات على نطاق واسع. يقول تشينغ: «اللقاح القابل للاستنشاق سوف يمنح كلاً من المناعة المخاطية والجهازية، وهو أكثر ملاءمة للتخزين والتوزيع، ويمكن إعطاؤه ذاتياً على نطاق واسع، لذا بينما لا تزال هناك تحديات مرتبطة بزيادة الإنتاج، نعتقد أن هذا لقاح واعد يستحق المزيد من البحث والتطوير».

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ:

مصر تُسجيل 1113 إصابة جديدة بفيروس كورونا و 10 حالة وفاة

لقاح فعّال جديد لمعالجة الأجسام المضادة ضد أوبئة فيروس كورونا