لندن ـ ماريا طبراني
أكدت دراسة جديدة أن جذور الشمندر بإمكانها خفض ضغط الدم بنسبة 7%، وهو ما يرجع إلى مادة النترات، التي تتوافر بوفرة في هذا النبات.
جاء هذا الاكتشاف بعدما أثبتت دراسات علمية سابقة أن جذور الشمندر يمكنها الحفاظ على الرشاقة والقوام المتناسق، وتوفير أكبر قدر ممكن من اللياقة، بالإضافة إلى قدرته الهائلة على قتل الخلايا السرطانية.
وتُعد جذور الشمندر صحية ومفيدة للقلب، حيث يحتوي هذا النبات على النترات بنسب عالية، تتضمن احتواء كل جرام من جذور الشمندر على جرام من النترات، وهي النسبة التي تفوق أي نسبة نترات تحتوي عليها الخضروات الأخرى.
وعلى العكس مما ذهبت إليه الدراسات على مدار السنوات الماضية، والتي أشارت إلى أن النترات من المواد الضارة بالصحة، وما انتشر عن النترات من سمعة سيئة، كأحد المواد الحافظة المستخدمة في الأغذية والمشروبات، وإصدار منظمة الصحة العالمية لورقة عمل، تحدد معايير صارمة لاستخدام هذه المواد في استخدام النترات، جعلت هذا الاستخدام في أضيق الحدود، على العكس من كل ذلك، ثبت أن تناول كوب واحد من عصير جذور الشمندر، يؤدي إلى هبوط ملحوظ في ضغط الدم.
ويعمل التركيز العالي للنترات في جذور الشمندر، وغيره من النباتات، مثل الكرنب والكرفس، وغيرها من الخضروات المورقة، مثل السبانخ والخس، على إحداث ردود فعل إيجابية على صحة الإنسان، تتمثل في خفض ضغط الدم وزيادة الأكسجين في أماكن متفرقة من الجسم.
وأُجريت هذه الدراسة على أيدي فريق بحثي مشترك من كليتي الطب في بارتس ولندن، حيث استخدم الفريق عصير جذور الشمندر بتركيز 0.2 ملليجرام من النترات، وهو نفس التركيز الذي يوفر في طبق من الخس.
وأشارت الدراسة إلى أن هناك أمل في التأكد من أن زيادة استهلاك الفرد من الخضروات يمكن أن يؤدي إلى تراجع في مستوى ضغط الدم، لاسيما جذور الشمندر، التي من الممكن أن تتحول إلى أحد المكونات الأساسية لأسلوب الحياة.
تجدر الإشارة إلى أن 16 مليون بريطاني يعانون من ارتفاع في ضغط الدم، من بينهم ثلث هذا العدد لا يعلمون أنهم مصابون بذلك، وهو ما يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات تصل إلى أمراض القلب ومشكلات خطيرة في الشرايين، ومن المنصوح به أن يتغير نمط الحياة بتقليل الملح، وممارسة التمرينات الرياضية، والابتعاد عن الكحوليات وغيرها من المشروبات والعادات الضارة بالصحة.
ويعتبر التعريف الصحيح لارتفاع ضغط الدم هو تجاوز القراءة 140/90 حيث غالبًا ما يكون هناك تلازم بين تجاوز هذه القراءة والإصابة بداء السكري.
وكانت دراسة سابقة، أجراها معهد بيكر للقلب ومرض السكري في ملبورن في أستراليا، أكدت أن تناول 500 مللجرام من الشمندر يقي الإنسان الوفاة لسبب أمراض القلب والشرايين بنسبة 10%.
ويعتبر الشمندر من الخيارات التي من الأحرى بالرياضيين إلتقاطها على الفور، حيث ثبت من خلال بحث جديد، أن تناول 500 مللجرام من جذور الشمندر في صورة عصير، لا يخفض ضغط الدم فقط، بل يزيد من قوة التحمل، كما أثبتت التجربة العملية أن من يتناول هذا القدر من عصير جذور الشمندر يستطيع بذل جهد في التمرينات الرياضية أكثر من غيره من الرياضيين بواقع 16%.
وعلى سبيل المثال، كشف لاعب ألعاب القوى دايفيد واير، المشارك في الأولمبياد الخاصة في لندن العام الماضي، عن أنه كان يتناول كميات من عصير جذور الشمندر يوميًا أثناء البطولة، كما كان من بين فائد جذور الشمندر أنها تساعد على استعادة صفاء الذهن، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة "وايك فورست" في نورث كالرولينا، والتي أكدت أن جذور الشمندر تعيق تقدم الاضطرابات الذهنية والعقلية.
أما القدرة على مكافحة نمو الخلايا السرطانية، فهي أحدث ما تم اكتشافه في جذور الشمندر، حيث ثبت أن الصبغة الحمراء التي تتوافر بغزارة في جميع أجزاء الجذر، تعتبر من أقوى مضادات الأكسدة، ومن خلال دراسة أجرتها جامعة "هوارد" في واشنطن، توصل العلماء إلى أن الأصباغ القوية، التي تحتوي عليها جذور الشمندر، تمكنت من وقف نمو الخلايا السرطانية بنسبة 12.5%.
ومن أهم فوائد هذا النبات، إضافة إلى ما سبق من فوائد، يعتبر هذا النبات من النباتات الغنية بالألياف، وهي العنصر المتحكم في حركة الأمعاء، ومع ما تردد عن وجود آثار جانبية لتناول جذور الشمندر، والتي يشير إليها البعض في تحول البول إلى اللون الوردي، أكد خبراء أن هذا التحول في لون البول لا يحدث إلا في حالات الإصابة بالأنيميا، وهو لا ينطوي على أي خطر، حيث يقتصر على كونه عرضًا ظاهريًا.