لندن ـ ماريا طبراني
هل يبدو منطقيًا أن يكون التشيلي علاجًا للصداع النصفي؟ هذا هو السؤال الذي قامت على أساسه دراسة جديدة اكتفت أن فلفل التشيلي في إمكانه أن يقدم حلًا فوريًا للصداع النصفي الذي يتسبب في ألم مبرح للمصابين به. أشارت الدراسة إلى أن هناك تشابهًا كبيرًا بين ما يحدث في المخ أثناء الإصابة بنوبة الصداع النصفي وبين استجابة البشرة عند الدهان بزيت التشيلي، وهو ما شجع أحد الفرق البحثية في استخدام كيفية تعامل الجسم مع التشيلي في تطوير أحد الأدوية الجديدة للصداع النصفي. كشفت الدراسة عن أن مادة كابسايسين التي يحتوي عليها فلفل التشيلي، وهو المادة المسؤولة عن الطعم الحار، تؤدي إلى زيادة الكاليستون المرتبط بالببتيدات، وهو ما يزيد من تدفق الدم في المنطقة المتأثرة. بلك يكون زيت التشيلي من العوامل التي تساعد على التقليل من تدفقات الدم في المنطقة التي يتواجد بها. وتعكف بعض شركات الأدوية الحيوية في الوقت الجاري على تطوير عقار كيميائي يحمل الألم من عصب إلى آخر أثناء الإصابة بالصداع النصفي. تأمل الشركة المطورة للعلاج الجديد من خلال النجاح في منع الألم من الوصول إلى مستقبلات الأعصاب في أن تتمكن من استخدام طريقة عمل مكونات زيت التشيلي، وكيف يمكنها زيادة تدفق الدم في المنطقة التي تغطيها. وتقوم شركة "أمجين" في الوقت الجاري بدراسة إمكان استخدام أثر التشيلي على البشرة في تطوير علاج للآلام الفتاكة للصداع النصفي، حيث تستهدف استخدام زيت التشيلي في منع رسالة الألم الناتج عن هذا النوع من الصداع إلى مراكز الاستقبال العصبية في المخ، ومن ثَمَ التخلص نهائيًا من هذه الآلام. قامت الشركة بتجربة عيادية عملية، وحقنت أحد المصابين بالصداع النصفي بعقارها الجديد بعد دهان مكان الحقن بزيت التشيلي، وبالفعل نجح العلاج الجديد في منع تدفقات الدم من الزيادة، ومن ثَمَ جنب الحالة الإحساس بالألم الحاد للصداع النصفي. ويعمل العقار الجديد معتمدًا على زيت التشيلي كعامل مساعد يؤدي إلى الحد من وصول إشارة الألم إلى المستقبلات العصبية في المخ، وفقًا لنتائج الدراسة التي أجراها فريق بحثي في مركز سان فرانسيسكو للرعاية الصحية التابع لجامعة كاليفورنيا، والتي نشرتها قناة "بلومبيرغ" الإخبارية. وتستهدف الدراسة الجديدة أحد أمرين، إما أن تمنع وصول إشارة الألم الحاد إلى المستقبلات العصبية في المخ، أو أن تقوم بإزالة الكاليستون المرتبط بالببتيدات. الجدير بالذكر والمثير للاهتمام أنه على الرغم من شيوع مشكلة الإصابة بالصداع النصفي، إلا أنه حتى الآن لم يتم تطوير أي عقار خاص بعلاج هذا المرض، لذلك تُعد الدراسة الحديثة التي بين أيدينا هي الأولى من نوعها التي تُخصص لهذا الغرض. ويُعرف أيضًا أن معظم أدوية الصداع النصفي تعمل على منع تمدد الأوعية الدموية والسيطرة عليها وهي في حجم صغير، حتى لا تزداد جودة إشارة الألم الواصلة إلى المستقبلات العصبية بالمخ حتى لا يزداد الشعور بالألم.