لندن ـ ماريا طبراني
كشفت دراسة أجريت أخيراً،أن الأجنة الذين يُحرمون من اليود أثناء الوجود في الرحم يواجهون مشكلات ذات صلة بالهجاء. وذكرت الدراسة أنه من المرجح أن نقص اليود لدى الأجنة يجعلهم يعانون من مشكلة في تطور المسار المراجعة في المخ ومشكلات أخرى في عمل الذاكرة السمعية. كما نصحت الدراسة السيدات الحاملات بتناول المكملات الغذائية لتجنب معظم الإعاقات الذهنية بالمولود. واستندت الدراسة إلى بيانات استمدت من تجربة عملية وملاحظة لـ 228 طفلاً خضعوا إلى دراسة أجرتها مستشفى "رويال هوبارت" للحمل والولادة "بتسامانيا" في الفترة من 1999 وحتى 2001، حيث وُلد هؤلاء الأطفال في فترة كان السكان فيها بصفة عامة يعانون من نقص في اليود، إلا أن الأوضاع تبدلت بعد ذلك عندما أدخل منتجو الخبز المزيد من ملح اليود في إنتاجهم في إطار البرنامج الاختياري لتعزيز اليود الذي بدأ عام 2001. وكشفت الدراسة بعد تطبيق هذا البرنامج أن هناك فروقاً كبيرة بين الأطفال الذين تلقوا قدرًا غير كاف من اليود أثناء تكوينهم في الرحم وحصلوا على القدر الكاف، حيث لوحظ أن النوع الأول يعانون من مشكلات في تعلم القراءة والكتابة، إلا أن نقص اليود أثناء الحمل لم يؤثر على المهارات الرياضية لدى الأطفال. ويرجح الباحثون أن ضعف مهارات تعلم القراءة والكتابة على رأسها الهجاء يحدث بسبب نقص اليود أُثناء الحمل لأنه من المركبات الأساسية لنمو الجهاز السمعي ومراكز السمع العصبية في المخ مما يؤدي إلى عيوب في السمع لدى الأطفال تحول دون تحصيلهم النطق الصحيح للكلمة وبالتالي كتابتها وقراءتها بشكل صحيح. كما ركزت الدراسة على أن نقص اليود أثناء الحمل يسبب مشكلات في تعلم القراءة والكتابة لسنوات طويلة بعد الولادة، وهو الأمر الذي لا يمكن تفاديه أو تداركه من خلال تزويد هؤلاء الأطفال بكميات تكميلية من اليود أو زيادة العناصر التي تحتوي على اليود في النظام الغذائي حيث لابد من أن يتوافر اليود بالكميات الكافية لهؤلاء الأطفال وهم أجنة في أثناء أطوار النمو المختلفة داخل الرحم. جدير بالذكر، أن العيوب التي قد يتعرض لها الأطفال أثناء تعلم القراءة والكتابة والهجاء والناتجة عن نقص اليود أثناء الحمل يمكن تفاديها من خلال تناول الأمهات لعناصر غذائية أو مكملات غذائية أثناء الحمل.