الأسنان

أظهرت دراسة أميركية جديدة أن مزيجاً من دواءي "الأسيتامينوفين" و"الإيبوبروفين" يُقدّم تحكماً أفضل في الألم بعد جراحات الأسنان مقارنةً بالأدوية الأفيونية. وأوضح باحثون من جامعة "روتجرز" أن هذه النتائج قد تُغيّر طريقة علاج أطباء الأسنان للألم بعد العمليات الجراحية، وهي الدراسة التي نُشرت في دورية "الجمعية الأميركية لطب الأسنان".

تُعد جراحات الأسنان مثل خلع أضراس العقل أو جراحة اللثة من العمليات الشائعة التي تسبّب ألماً قد يتراوح بين المعتدل والشديد. عادةً ما يُوصى باستخدام مسكنات الألم مثل "الإيبوبروفين" التي تُساعد في تقليل الألم والتورم، وفي بعض الحالات قد يُوصف عقار "الهيدروكودون" الأفيوني لفترات قصيرة في حالة الألم الشديد.

لإجراء مقارنة بين مسكنات الألم الأفيونية وغير الأفيونية، تم إجراء تجربة شملت أكثر من 1800 مريض خضعوا لجراحة إزالة أضراس العقل المطمورة، حيث تم إعطاء نصف المرضى مزيجاً من "الأسيتامينوفين" و"الإيبوبروفين"، بينما تم إعطاء النصف الآخر "الهيدروكودون" مع "الأسيتامينوفين". وقيّم المرضى مستويات الألم وجودة النوم والنتائج الأخرى خلال الأسبوع التالي للجراحة.

أظهرت النتائج أن المرضى الذين تناولوا مزيج "الإيبوبروفين" و"الأسيتامينوفين" شعروا بألم أقل، نوم أفضل، ورضا أعلى مقارنةً بالذين تناولوا "الهيدروكودون" مع "الأسيتامينوفين". كما أشار المرضى الذين تناولوا المزيج غير الأفيوني إلى أنهم شعروا بتخفيف ألم أفضل خلال اليومين الأولين بعد الجراحة، بالإضافة إلى نوم أفضل وتداخل أقل مع أنشطتهم اليومية خلال فترة التعافي.

تتفق هذه النتائج مع توصيات الجمعية الأميركية لطب الأسنان التي تدعو إلى تجنب الأدوية الأفيونية كخيار أول لعلاج الألم، لما تسببه من خطر الإدمان وآثار جانبية خطيرة مثل التسمم. كما أن الدراسة تأتي في وقت تُعد فيه الأدوية الأفيونية سبباً رئيسياً في أزمة الإدمان والوفيات الناتجة عن الجرعات الزائدة في الولايات المتحدة.

ووصفت الدكتورة سيسيل فيلدمان، الباحثة الرئيسية للدراسة، هذه النتائج بأنها "علامة فارقة"، مؤكدة أن الأفيونات لا ينبغي وصفها بشكل روتيني بعد العمليات الجراحية. وأضافت أن هذه الدراسة تساعد في تحسين رعاية مرضى الأسنان وتساهم في تدريب أطباء الأسنان المستقبليين، حيث يتم تحديث المناهج الدراسية باستمرار استناداً إلى الأبحاث العلمية الحديثة.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 
 دراسة تُحذر النساء الحوامل من تناول المسكنات لانها تُزيد من خطر ولادة جنين ميت

الإفراط في المسكنات والمضادات الحيوية يعرض الأطفال للإصابة بمرض كرونز